قصة طموح وإرادة تغلبت على مرضها وحققت حلمها الدراسي

“لطالما اعتقدت أن الطريق شاق وصعب لكن إيماني القوي بذاتي كان دافعي للنجاح والتفوق من أجل تحقيق ما صبوت إليه منذ طفولتي فلم يعرف اليأس طريقه إلي” هذا ما قالته الطالبة الخريجة من كلية الصيدلة في جامعة البعث راما الأحمد الوحيدة لأهلها والتي ولدت مصابة بمرض يدعى “الحثل العضلي”.

راما أوضحت لمراسلة سانا أنه تم اكتشاف مرضها بعمر ثلاث سنوات وأخذ يتطور تدريجياً لتبدأ رحلة الصعاب ومرارة الأيام التي رافقها فيها والداها اللذان أصبحا جسدها وعضلاتها لتقوى على الحياة والعيش فكانت والدتها جسر العبور إلى ما هي عليه الآن من نجاح وتفوق قائلة: “أمي كانت قلمي ودفاتري وكتبي ومحاضراتي عوضتني عن النقص الكامن في جسدي، وأبي الذي خط هذا الدرب معي بشيب رأسه جعلني أسير بخطى ثابتة وواثقة زارعاً في داخلي حب الحياة والتفوق فكان طريقي مفعماً بالنجاح والتفوق الدراسي منذ الصغر حتى دخولي الجامعة”.

وأوضحت أن مسيرتها الدراسية الابتدائية والإعدادية كانت في مدينة الشدادي بالحسكة بسبب عمل والدها هناك وكانت تلقى كل الدعم من محيطها ورفاقها إلى أن عادت وعائلتها إلى مدينتها حمص خلال الحرب الإرهابية على وطننا حيث لاقت صعوبة بالانتقال إلى جو جديد في المرحلة الثانوية لكنها تغلبت عليها وعلى نظرة البعض لها إلى أن دخلت الحياة الجامعية التي وجدتها أكثر صعوبة لضيق محيطها الاجتماعي الذي أثر نفسياً عليها لكن سرعان ما تلاشى الخوف مع تقديم الأساتذة كل الدعم والرعاية والتسهيلات لها وتقبل زملائها لحالتها حتى أيقنت أنها لا تختلف عنهم وأن عليها النهوض بثقة وجدارة وتصميم لإتمام رحلة الدراسة في كلية الصيدلية.

وتتابع راما: “كنت أطوف الكلية ومخابرها أصعد وأهبط بمقعدي المتحرك الذي أصبح جزءاً لا يتجزأ من جسدي إلا أن انقطاع المصعد في الكلية لفترة طويلة جعل أساتذتي يذللون صعابي بنقل بعض المخابر من الطوابق العليا وتعويض محاضراتي إضافة للسماح لوالدتي بالدوام معي وتقديم المساعدة لي وقيام الجامعة ببناء المدخل الخاص للكلية دون أدراج لسهولة دخولي وخروجي من الكلية والذي عمم فيما بعد على جميع الكليات وأصبح أمام كل كلية في الجامعة المدخل الخاص بطلاب الكراسي المتحركة من ذوي الاحتياجات الخاصة”.

وحالياً تحضر راما للامتحان الطبي الموحد ولإنشاء صيدلية خاصة بها كما ستتابع دراستها للحصول على رسالة الماجستير والدكتوراه قائلة: “طموحي كبير في مجال الدراسة إضافة إلى أنني أمارس هواياتي التي كانت محدودة نتيجة وضعي كالمطالعة والعمل في علوم البرمجيات والإلكترونيات”.

وتختم راما بالتأكيد على أن “الإعاقة ليست بالجسد أو الحواس وإنما بالروح والأخلاق وكيفية التعاطي مع من حولنا وعلينا التمسك بالحياة وتجاوزها قبل أن تتجاوزنا وأن نمضي بها قبل أن تمضي بنا وأن نتسلح بالعلم والمعرفة والعقول السليمة التي تبني المجتمعات”.

والدا راما عبرا عن سعادتهما بتخرج ابنتهما ونيلها شهادة علمية كانت قد خططت وإياهما للحصول عليها قائلين: “لقد مضت الأيام بحلوها ومرها وكنا إلى جانبها داعمين لها في كل الظروف إيماناً منا بأهمية العلم الذي يبني الإنسان القوي المتعافي بعقله وقلبه وسنتابع معها رسالتها الإنسانية في الحياة” متمنيين من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل تقديم أقصى سبل الدعم والرعاية للشباب ذوي الإعاقة عبر تأمين فرص عمل لهم.

مثال جمول

عن سانا

شاهد أيضاً

هذا أفضل وقت للتخلص من الكرش بالرياضة للنساء والرجال

شام تايمز – متابعة التمرين الصباحي يقلل من الكرش لدى النساء توصلت دراسة أميركية حديثة إلى أن …

اترك تعليقاً