شام تايمز – متابعة
نبدأ مع دراسة نشرت في “مجلة أبحاث النوم” (Journal of Sleep Research)، بحثت كيف أثرت جائحة كوفيد-19 على محتوى الكوابيس.
وقال الباحثون إنه غالباً ما ترتبط الكوابيس بالاضطرابات النفسية والإجهاد الحاد. وشملت الدراسة 419 شخصاً بالغاً في الولايات المتحدة.
ووجد الباحثون أن أولئك الذين أبلغوا عن ضغوط عامة أكبر مرتبطة بكوفيد-19 كانوا أكثر عرضة للكوابيس حول أمور مثل الإخفاق والعجز والقلق والحرب والانفصال والمرض والموت وكوفيد-19 ونهاية العالم.
كما لاحظ الباحثون ارتباطات بين مواضيع الكوابيس وأيضاً النوم السيئ وتفاقم أرق منتصف الليل.
وقال الباحثون إن هذه النتائج تشير إلى أن زيادة التوتر المرتبط بالوباء قد تؤدي إلى أحلام سلبية في موضوعات معينة.
وكان تقرير نشره موقع كلية الطب بجامعة”ييل” في الولايات المتحدة قد قال إنه “يبلغ الناس عن أحلام غريبة.. والعديد منهم يمر بكوابيس مزعجة تتعلق بكوفيد-19”.
كوابيس مرعبة
في تقرير نشرته صحيفة “الدياريو” (eldiario) الإسبانية، تقول الكاتبة “مارتا شافارياس” إن رؤية شخص يطاردنا أو الرغبة في الركض بدون أن نقدر على ذلك أو السقوط من سفح جبل أو منحدر من أكثر أنواع الكوابيس شيوعاً. ومن منا لا يرى كوابيس مرعبة تصيبه بالقلق والخوف وتوقظه في حالة فزع في منتصف الليل؟!
كيف تحدث الكوابيس؟
تحدث الكوابيس بشكل أساسي أثناء مرحلة نوم “حركة العين السريعة” (REM)، التي يدخل فيها الدماغ خلال النصف الثاني من الليل، وتكون فيها الأحلام مكثّفة.
خلال هذه المرحلة من النوم، تتحرّك العينان بسرعة وتكون دقات القلب غير منتظمة مع زيادة معدل التنفس.
معظم الكوابيس التي تراود الأشخاص يرون فيها أنهم يواجهون تهديداً أو موقفاً خطيراً وأنهم غير قادرين على السيطرة عليه.
وتشترك جميع الكوابيس تقريباً في نفس الخصائص؛ يبدو الحلم حقيقياً ومزعجاً، يوقظ صاحبه من النوم، ويسبب شعوراً بالخوف والقلق أو الحزن.
وأثناء الكوابيس غالباً ما يتعرّق الشخص وتتسارع دقات قلبه عند تذكّر الحلم بالتفصيل.
وكشفت دراسة شملت تحليل أكثر من 250 دورة نوم وُصفت بأنها “كوابيس”، أن العناصر الأكثر شيوعاً هي العدوان الجسدي والمواقف الغريبة والشديدة عاطفيا والشعور بالعجز أو الإخفاق.
الأسباب الخمسة المحتملة لرؤية الكوابيس
لا تكون الكوابيس ناتجة عن مشاهدة أفلام الرعب فحسب. وعلى الرغم من أن الأسباب الدقيقة لرؤية الكوابيس غير معروفة ولا يوجد تفسير متفق عليه لسبب حدوثها، فإن هناك عوامل يمكن أن تزيد من احتمال رؤيتها، أبرزها:
- الحمى وأمراض الجهاز التنفسي، وهنا يجب أن نتذكر أن كوفيد-19 يصيب الجهاز التنفسي، وأنه قد يسبب الحمى في حالات كثيرة.
- التوتر والقلق: تكون الكوابيس أكثر شيوعاً خلال فترات التوتر، مثل مواجهة الضغط في العمل أو فقدان أحد أفراد الأسرة. وغالباً ما يعكس محتوى الأحلام ما نواجهه من توتر خلال النهار. كما يعد اضطراب ما بعد الصدمة سبباً شائعاً آخر للكوابيس المتكررة.
- تعاطي بعض الأدوية: درست عدة أبحاث العلاقة بين الأدوية ورؤية الكوابيس، أحدها نُشر في مجلة “هيومن سايكوفارماكولوجي” (Human Psychopharmacology) وسلط الضوء على الأدوية الرئيسية التي تسبب هذا الاضطراب مثل بعض مضادات الاكتئاب وأدوية ضغط الدم وحاصرات مستقبلات بيتا والأدوية المستخدمة لعلاج مرض باركنسون.
- قلّة النوم: بعد فترة من حرمان نفسك من النوم، قد تعاني من اضطراب حركة العين السريعة الذي يؤدي إلى رؤية الكوابيس. وتشير التقديرات إلى أن حوالي 17% من الأشخاص الذين يعانون من الأرق المزمن يعانون أيضا من الكوابيس.
- اضطرابات الصحة العقلية: إذا كنت تعاني من الاكتئاب أو اضطرابات عقليّة أخرى مثل اضطراب الشخصية الحدية، فمن المرجح أنك تعاني أيضا من الكوابيس.
وأشارت الكاتبة إلى أن رؤية نفس الكابوس بشكل متكرّر لفترة من الوقت أمر شائع أيضاً بعد التعرض لضغط شديد أو حدث صادم.
وفي هذه الحالة، تكون الكوابيس طريقة الدماغ “لاسترجاع” تفاصيل الحدث الصادم. ومعرفة العوامل المسببة للكوابيس من شأنه التقليل من حدوثها والسماح لنا ذلك بالتمتّع بنوم هنيء.
ما الذي يمكننا فعله للتقليل من رؤية الكوابيس؟
من الطبيعي أن تراودك الكوابيس من وقت لآخر، وتعتبر رؤية الكوابيس عرضية. وتكون الكوابيس شائعة لدى الأطفال بنسبة تتراوح بين 60% و75% من الحالات، وتزداد وتيرتها خلال فترة المراهقة وتنخفض في مرحلة البلوغ، خاصة عند النساء.
وتشير التقديرات إلى أن الكوابيس تصيب حوالي 3% من البالغين.
إليك بعض الإستراتيجيات التي تساعد على الحد من الكوابيس:
- احترام جدول النوم والحصول على قسط كاف من الراحة والخلود إلى النوم والاستيقاظ في نفس الوقت يومياً.
- الإقلاع عن التدخين.
- الحرص على الاسترخاء قبل النوم.
- تجنّب مشاهدة الأفلام أو ألعاب الفيديو أو البرامج التلفزيونية المخيفة، خاصة قبل النوم.