وذلك بغض النظر عن تأثير السمنة على مستويات السكر في الدم وعمل الأوعية الدموية في الدماغ. وقد تم نشر نتائج دراسة العلماء بهذا الشأن في مجلة JAMA Open Network.
وقال البروفيسور “أناند”، أحد معدي الدراسة من جامعة “ماكماستر” في هاميلتون الكندية: “أظهرت دراساتنا أن زيادة الوزن مرتبطة بانخفاض الحدة العقلية والذاكرة، دون أن نأخذ في الاعتبار كيفية تأثيرها على عمل الأوعية الدماغية والتمثيل الغذائي. وعلى وجه الخصوص فإن المتطوعين الأكثر بدانة استطاعوا اجتياز اختبارات الذكاء كما لو كانوا أكبر سناً من أقرانهم النحيفين بنحو ثلاثة أعوام”.
وتشير الدراسات الأخيرة إلى أن السمنة تزيد إلى حد بعيد من خطر الإصابة بخرف الشيخوخة وأنواع أخرى من التدهور العقلي والذاكرة.
ويعزو علماء الفسيولوجيا العصبية تقليدياً هذا الأمر إلى أن الوزن الزائد يُسهم في حدوث خلل بالجهاز الدوري للدماغ، ويؤدي أيضا إلى الإصابة بمرض السكري واضطرابات التمثيل الغذائي الأخرى.
واختبر الباحثون الكنديون ذكاء المتطوعين بانتظام، ورصدوا أنسجة الدماغ والأوعية الدموية باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي وحددوا نسبة الدهون في الجسم لدى المرضى. كما استخدم العلماء هذه المعلومات لتقييم كيفية تأثير السمنة وزيادة الوزن على وظائف العقل والذاكرة واحتمال الإصابة بمشكلات مختلفة أخرى.
وأظهر تحليلهم، أن زيادة الوزن بحد ذاتها لها تأثير سلبي على عمل ذاكرة وعقل الكنديين، بغض النظر عما إذا كانوا يعانون من ارتفاع ضغط الدم أو مرض السكري أو أمراض مزمنة أخرى مرتبطة بالسمنة.
وأدت زيادة حصة الدهون في الجسم بنسبة 9٪ إلى خفض درجات حدة الذهن لدى المتطوعين كأنهم تقدموا في العمر عاما إضافيا.
وتشير هذه النتائج ، وفقاً للبروفيسور “أناند” وزملائه، إلى أن مكافحة السمنة لن تقلل من الإصابة بمرض السكري وارتفاع ضغط الدم، بل ويحتمل أيضاً أن تحمي عدداً كبيراً من التدهور المبكر في قدراتهم الفكرية.