قال المدير التنفيذي للشركة الوحيدة في القارة الإفريقية التي تصنّع جرعات من لقاح مضاد لفيروس كورونا، في تصريحات لبي بي سي، إن المنظمات العالمية التي تشتري اللقاحات للبلدان الفقيرة “بحاجة إلى التعجيل” وطلب الجرعات من الشركة من أجل إنقاذ خط إنتاجها.

ويأتي ذلك بعد تحذيرات التي أطلقتها شركة “آسبن فارماكير”، بأنه قد يتعين عليها إيقاف الإنتاج في مصنعها في جنوب إفريقيا بعد تضررها من انخفاض الطلب.

وحصل أقل من واحد من كل ستة أفارقة على جرعتين من لقاح فيروس كورونا، مع تردد كثير منهم في تلقي اللقاح.

وحثت أعلى هيئة صحية في القارة، الهيئات الدولية التي تشتري اللقاحات للقارة الإفريقية، على تقديم طلبات مع آسبن.

وفي تشرين الثاني الماضي، تفاوضت آسبن على صفقة ترخيص لتعبئة وبيع لقاح جونسون آند جونسون وتوزيعه في جميع أنحاء إفريقيا.

وفي ذلك الوقت، كان يُنظر إلى الصفقة على أنها دفعة كبيرة للبلدان الأفريقية التي تلقت جرعات أقل بكثير من المناطق الأكثر ثراءً في العالم.

وقال رئيس جنوب إفريقيا، سيريل رامافوزا، يوم الأربعاء، إنه يعمل مع نظرائه في كينيا ورواندا ومصر وغانا من أجل “التأكد من أن اللقاحات التي سيتم استخدامها في قارتنا يتم شراؤها من الشركات التي تصنع اللقاحات هنا”.

لكن “ستافروس نيكولاو”، كبير المسؤولين التنفيذيين في مجموعة آسبن، قال لبي بي سي إن مشتريات الحكومات الأفريقية وحدها لن تكون كافية لإنقاذ خط إنتاج لقاح كوفيد في جنوب إفريقيا.

وقال إن كوفاكس، الهيئة المدعومة من الأمم المتحدة والتي تم تشكيلها لإرسال المزيد من اللقاحات إلى البلدان الأقل ثراءً، كان ينبغي أن تفعل المزيد لشراء جرعات من الشركة الأفريقية المنتجة.

وقال “نيكولاو” إن أيا من الملياري جرعة التي اشترتها هيئة كوفاكس لم تأت من القارة.

وأضاف أن المشترين العالميين بحاجة الى التحرك وتغيير المكان الذي يشترون اللقاحات منه.

16% من سكان القارة الافريقية ملقحون بالكامل

لكن تحالف اللقاحات العالمي، غافي، المسؤول عن تأمين اللقاحات لصالح كوفاكس، قال إن المشكلة حاليا تتعلق بالطلب.

وقال متحدث باسم غافي، انه وفي البداية، بين عامي 2020 و 2021، ونظرا لأن آسبن كانت “جزءا من شبكة التصنيع الأوسع للقاح جونسون آند جونسون”، لم يكن لغافي رأي في عدد اللقاحات الذي ستقدمه كل شركة إلى كوفاكس.

الآن، ومع ذلك، تمتلك آسبن ترخيصا لإنتاج وبيع لقاح كوفيد من جونسون آند جونسون تحت الاسم التجاري آسبينوفاكس.

لكن تحالف غافي قال إنه وبينما يرحب بهذا التطور، إلا أن نقص الطلب يعني أنه “ليس في وضع يسمح له بطلب كميات كبيرة من اللقاحات”.

وشهد عدد من البلدان حول العالم انخفاضا في معدلات التلقيح، وأظهرت الأرقام الصادرة عن المراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها Africa CDC، أن 16٪ فقط من سكان القارة تلقحوا بشكل كامل.

ويلقي بعض الخبراء باللوم على المخاوف بشأن سلامة وفعالية لقاحات كوفيد في بطء تلقيها في العديد من البلدان الأفريقية.

ومع ذلك، يجادل آخرون بأنه بعد الكفاح من أجل الحصول على اللقاحات، عانت إفريقيا من وفرة كبيرة في الإمدادات وكان من الصعب استخدام اللقاحات كلها في الوقت المطلوب، وكان لابد من التخلص من بعضها.

وكان يُنظر إلى إنتاج اللقاحات في إفريقيا على أنه مفتاح لتحقيق العدالة في توزيع اللقاحات وجعل القارة أقل اعتمادا على شمال الكرة الأرضية لمحاربة كوفيد والأوبئة المستقبلية.

وعندما أتمت شركة آسبن فارماكير الصفقة مع شركة جونسون آند جونسون للسماح لها بتصنيع آسبينوفاكس، أشادت منظمة الصحة العالمية بذلك باعتباره “قفزة هائلة إلى الأمام”.

ومع ذلك، لا تزال آسبن اليوم في وضع تحتاج فيه إلى مشترين من خارج القارة من أجل الاستمرار في إنتاج لقاح كوفيد.

وقال “نيكولاو” أنه “لا يزال هناك حاجة للاعتماد” على الدول والوكالات خارج إفريقيا.

ويقول الدكتور “جون نكينغاسونغ” ، رئيس مركز مكافحة الأمراض في إفريقيا، والذي يشرف على استجابة كوفيد في القارة، إن الشراء من المنتجين الأفارقة “قرار سياسي”.

وأضاف لبرنامج “نيوزداي” على بي بي سي إنه بدلاً من اعتبارها مؤسسة خيرية، يجب أن تكون “جزءا من الاستراتيجيات العالمية للتخلص من هذا الوباء والأوبئة المستقبلية”.