فوائد البكاء.. ولماذا يحدث خلال النوم؟ وما أنواع الدموع؟

شام تايمز – متابعة

 

البكاء ظاهرة ينفرد بها البشر، وهو استجابة طبيعية لمجموعة من المشاعر، من الحزن العميق والحزن إلى السعادة المفرطة والفرح. لكن هل البكاء مفيد لصحتك؟ وكيف يؤثر على الجسم؟ ولماذا أبكي أثناء النوم؟ وما الفوائد الصحية؟ وما أنواع الدموع؟

الفوائد الصحية للبكاء

كتب ليو نيوهاوس في موقع “هاردفارد هيلث” يقول إن الفوائد الطبية للبكاء عرفت منذ زمن بعيد، وافترض المفكرون والأطباء في اليونان القديمة وروما أن الدموع تعمل كمسهل، فهي تستنزفنا وتنقينا. ويتفق الفكر النفسي اليوم إلى حد كبير، مع التأكيد على دور البكاء كآلية تسمح لنا بالتخلص من التوتر والألم العاطفي.

البكاء صمام أمان مهم، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى أن الاحتفاظ بالمشاعر الصعبة بالداخل -ما يسميه علماء النفس التكيف القمعي- يمكن أن يكون ضارا بصحتنا.

وقد ربطت الدراسات بين التكيف القمعي وأمراض القلب والأوعية الدموية، وارتفاع ضغط الدم، وكذلك مع حالات الصحة العقلية، بما في ذلك التوتر والقلق والاكتئاب. كما ثبت أن البكاء يزيد من سلوك التعلق، ويشجع على التقارب، والتعاطف، والدعم من الأصدقاء والعائلة.

أنواع الدموع

يقسم العلماء الدموع إلى 3 فئات متميزة:

  • الدموع الانعكاسية  reflex tears
  • الدموع المستمرة continuous tears
  • الدموع العاطفية emotional tears

تؤدي الفئتان الأوليان وظيفة مهمة تتمثل في إزالة الأوساخ مثل الدخان والغبار من أعيننا، وترطيبها للمساعدة في حمايتها من العدوى. ويبلغ محتواها 98% ماء.

الفئة الثالثة، وهي الدموع العاطفية، تطرد هرمونات التوتر والسموم الأخرى من نظامنا، والتي من المحتمل أن تقدم معظم الفوائد الصحية. أثبت الباحثون أن البكاء يطلق المواد الكيميائية المريحة مثل الأوكسيتوسين والإندورفينات مما يساعد على تخفيف الآلام الجسدية والعاطفية.

متى تكون الدموع مشكلة؟

هناك أوقات يمكن أن يكون فيها البكاء علامة على وجود مشكلة، خاصة إذا كان يحدث كثيرا و/أو بدون سبب واضح، أو عندما يبدأ البكاء في التأثير على الأنشطة اليومية أو يصبح خارج نطاق السيطرة. إذا أصبح البكاء شديدا أو لا يمكن السيطرة عليه، فاستشر طبيبا أو متخصصا في الصحة العقلية للتقييم والعلاج.

 

ماذا يحدث للجسم عند البكاء

نحن نبكي عندما نشعر بالسعادة أو الحزن أو الغضب أو حتى الإحباط، وهو الأمر الذي يؤثر بدوره على كامل الجسم والعقل. وفي مقالها الذي نشره موقع “ذا هيلثي” thehealthy الأميركي، قالت الكاتبة تينا دونفيتو إن مشاهدة الأفلام أو التعرض لأحداث الحياة المجهدة في المنزل أو العمل، وتلقي حتى الأخبار الجيدة، قد يجعلك دموعك تنهمر، ولكن من المحتمل أنك لا تدرك أن البكاء يمكن أن يؤثر بطرق مختلفة على جسمك.

البكاء يخفف التوتر

وتبين الكاتبة أن البشر هم النوع الوحيد من الكائنات التي تتسبب مشاعره في إثارة البكاء لديه، لكن العلماء ما زالوا لا يعرفون كيف يرتبط فعل البكاء الجسدي بمشاعرنا، ولماذا نبكي عندما نشعر بالحزن أو حتى السعادة والغبطة؟ مشيرة إلى احتمال أن البكاء يساعد في تخفيف التوتر الجسدي الناتج عن الشعور بالضيق.

البكاء يحسن المزاج

وتلفت الكاتبة إلى أن البعض يعتقدون أن البكاء يجعلهم يشعرون بتحسن بعد انخفاض شعورهم بالتوتر، حيث يقول جوناثان روتنبرغ، أستاذ علم النفس في جامعة جنوب فلوريدا “كشفت استطلاعات الرأي أن حول ثلثي الناس بشكل عام يشعرون بتحسن بعد البكاء”.

ويضيف روتنبرغ “من المحتمل أن الناس يبالغون في الحديث عن فوائد البكاء هذه أو يسيئون فهم ما يحدث لهم بالضبط، لأننا عند إجراء تجربة للبكاء في ظروف مخبرية خاضعة للرقابة، اكتشفنا أن البكاء يجعل الناس يشعرون بتحسن أقل مما نعتقد بشكل عام”.

وتعود الكاتبة لتؤكد على طريقة تفاعل الآخرين مع بكائنا وأنها أحد أهم عوامل تحديد ما نشعر به بعد ذلك، وفقا لمؤلف كتاب “لماذا يبكي البشر فقط؟” الخبير أد فينغرهوتس أستاذ العلوم الاجتماعية والسلوكية بجامعة تيلبيرغ في هولندا، والذي قال “إذا لقيت تفهما لمشاعرك، فمن الأرجح أنك ستشعر بتحسن أكثر مما لو سخروا منك وشعرت بالإحراج” وأضاف “في كثير من الحالات، يتحسن المزاج بعد البكاء نتيجة تلقي الدعم العاطفي والشعور بالراحة”.

البكاء يحسن التواصل

وتذكر الكاتبة أنه ليس من المستغرب أن البكاء لدى البشر تطور أولا كطريقة للرضيع لجذب انتباه أمه، فحسب الدكتور فينغرهوتس “الرضع هم أكثر الكائنات الضعيفة ولا يستطيعون التشبث بالفراء مثل الرئيسيات الأخرى، أو تتبع أمهاتهم مثل البط” ويضيف “تكشف دموع البالغين، خاصة عند البكاء بصوت عال، أنهم بحاجة للمساعدة. وبالتالي، يعد البكاء على وجه الخصوص بمثابة رد فعل على حالة من العجز”.

الدموع تعزز صحة عينيك

وتوضح الكاتبة أن الدموع تعمل على ترطيب العيون والحفاظ عليها بصحة جيدة، وفي هذا الشأن توضح الدكتورة بيلسما “إن الوظيفة البيولوجية للدموع هي الحفاظ على ترطيب العين أو حمايتها من  أدخنة أو الأوساخ التي تدخل العين” وتتابع “يبدو أن الدموع العاطفية قد تطورت من هذه العملية البيولوجية الأساسية إلى شيء أكثر تعقيدا لدى البشر يمكن أن يحدث لأسباب عاطفية بحتة وليس لأسباب جسدية”.

للبكاء آثار جسدية كبيرة

وتؤكد الكاتبة أن البكاء ليس مجرد فعل عاطفي بل إنه عمل جسدي؛ حيث يعد النحيب والصداع وسيلان الأنف واهتزاز الجسم من الآثار القليلة التي يمكن أن يتركها البكاء على جسمك، ووفقا للدكتور روتنبرغ فإن “الأمر يتعلق بحالة الاستثارة العالية لاستجابة الكر والفر، ورغم أن البكاء يمكن أن يكون الجسر الذي يؤدي إلى الشعور بالراحة على المدى القصير، فهناك دليل واضح على أن فعله يتسم بدرجة كبيرة من الإثارة” متابعا بقوله “الذين يبكون يظهرون ارتفاع معدل ضربات القلب وزيادة التعرق. بعبارة أخرى يعد البكاء بمثابة تمرين رياضي للجسم”.

البكاء أثناء الأحداث السعيدة يساعد على استرخاء الجسم

على غرار المشاعر السلبية، يمكن أن يؤدي مستوى الإثارة المتزايدة بسبب المشاعر الإيجابية إلى البكاء. بهذا الصدد، تقول الدكتورة بيلسما “البكاء من المشاعر السلبية مثل الحزن والإحباط والغضب أكثر شيوعا، لكنه يحدث أثناء المشاعر الإيجابية الشديدة، مثل السعادة والإعجاب والرهبة” مضيفة “يبدو أن البكاء مرتبط بإثارة فسيولوجية شديدة يمكن ربطها بالعواطف الإيجابية والسلبية على حد سواء، ويحدث مباشرة بعد ذروة التجربة العاطفية”.

 

شاهد أيضاً

هذا أفضل وقت للتخلص من الكرش بالرياضة للنساء والرجال

شام تايمز – متابعة التمرين الصباحي يقلل من الكرش لدى النساء توصلت دراسة أميركية حديثة إلى أن …

اترك تعليقاً