كثيراً ما يسمع مريض السكري تنبيهات تتعلق بقدميه على وجه التحديد، من دون أن يعلم السبب وراء ذلك، لكن مما يؤسف قوله إن إهمال مرض السكري ينطوي على مضاعفات عدة من أبرزها ما يُعرف طبياً باسم القدم السكرية.
من هنا، تبرز الحاجة لضبط السكري ومتابعته بشكل مستمر؛ لئلا يتفاقم الأمر لدى مريض السكري مع تقادم الوقت.
نستخدم في القطاع الطبي مصطلح القدم السكرية حين نتحدث عن التغيرات المرضية التي تصيب القدم عند مريض السكري إن لم يكن مسيطراً على ارتفاع السكري لديه.
في ما يلي بعض الأعراض التي تشير إلى وجود مشكلة في قدميّ مريض السكري وعلى رأسها القدم السكرية:
- تراجع الإحساس بالقدم.
- الالتهابات السطحية والعميقة في قدميّ مريض السكري.
- التهابات العظام في قدميّ مريض السكري.
- الغرغرينا.
حري بالذكر أن ما نسبته الثلث من مرضى السكري من النوعين الأول والثاني يصابون خلال فترة من حياتهم بمرض القدم السكرية، الذي يُعرّف باختصار أنه الاعتلالات والمضاعفات التي تصاب بها قدميّ مريض السكري الذي لا يسيطر على حالة السكري لديه.
وجدير بالذكر كذلك أن ثلثيّ أسباب بتر القدم تعود إلى حالة القدم السكرية، إذا ما استثنينا الأسباب المتعلقة بالحوادث، كما أن 25 % من إدخالات مرضى السكري للمستشفيات تكون بسبب القدم السكرية.
وثمة علامات عدة يتوجب على مريض السكري الانتباه إليها في قدميه. وهي علامات توجِب مراجعة طبيب السكري على الفور؛ مخافة أن يتطور الأمر لمضاعفات نحن في غنى عنها.
من بين العلامات التي على مريض السكري الانتباه إليها في قدميه: - وجود فقاعات ونتوءات جلدية في القدمين.
- وجود تقرحات في القدمين.
- وجود تغير في لون أصابع مريض السكري (أن تكون داكنة أو مزرقّة).
- وجود برودة ملحوظة في أصابع مريض السكري، وهو ما يشير إلى ضعف التروية.
- إن كان لدى مرضى السكري الرجال تحديداً غياب في شعر القدمين والرجلين، فهذا يشير كذلك إلى ضعف التروية في مرات.
- حدوث نمنمة أو ألم في قدميّ مريض السكري وتحديداً خلال الليل، وهو ما قد يرمز إلى وجود اعتلالات في الأعصاب.
قد يتساءل المريض عن حالات السكري الأكثر عرضة للإصابة بمشاكل في القدمين أو ما يعرف طبياً بالقدم السكرية، والحقيقة أن عوامل الخطر كثيرة ومتداخلة إلى حد كبير؛ إذ يؤدي السكر غير المسيطر عليه إلى اعتلالات في الأعصاب وفشل كلوي وجلطات قلبية ودماغية واعتلالات في الرؤية، وكثير من هذه الأشياء يفضي إلى قدم سكرية.
في ما يلي حالات السكري الأكثر عرضة للإصابة بمشاكل القدمين والقدم السكرية: - حين يكون السكري قد أثر على الأعصاب لدى المريض، فإنه عرضة في حينها لمشاكل في القدمين من بينها القدم السكرية؛ ذلك أن المريض كثيراً ما يدوس على أشياء حادة ليكتشف لاحقاً وربما بعد أيام أن هناك جروحاً في قدميه لم ينتبه إليها.
- حين لا يسيطر المريض على السكري لديه فإنه يعرض ذاته لاعتلالات في الأوعية الدموية، وهي تفضي في مرات كثيرة لمشاكل في قدميّ مريض السكري، والسبب هو ضعف التروية، وبالتالي تأخر شفاء الإصابات وحدوث حالة القدم السكرية.
- نحذر مرضى تصلبات الأوعية الدموية ومرضى اعتلالات الأعصاب بسبب حالة السكري وكذلك من يعانون من تشوهات القدمين أن يكونوا حذرين جداً.
بإمكان مريض السكري حماية قدميه من الضرر ومن حدوث مضاعفات من قبيل حالة القدم السكرية، شريطة اتباع تعليمات الوقاية وعدم التهاون فيها ومراجعة طبيب السكري في حال ظهرت أي من أعراض القدم السكرية.
هذه بعض السبل ليقي مريض السكري قدميه من الضرر ومن حالة القدم السكرية: - مراجعة طبيب السكري بانتظام والالتزام بالأدوية الموصوفة وإجراء أي فحوصات مطلوبة وعرضها على الطبيب؛ ذلك أن عدم ضبط السكري لأعوام يؤدي لعواقب وخيمة.
- فحص مريض السكري قدميه بشكل شبه يومي، ويكون هذا من خلال غسل القدمين بالماء الفاتر وتجفيفهما جيداً، وخصوصاً بين الأصابع ومن ثم تفقد القدمين جيداً. إن لم يكن مريض السكري قادراً على هذا وحده، فيمكن الاستعانة بالمرآة أو بأحد أفراد عائلته. يساعد هذا على تدارك أي إصابة في القدمين منذ البداية.
- اعرض قدميك على طبيب السكري حين تذهب للزيارة؛ ذلك أنه قادر على ملاحظة وجود إشكالات فيهما.
- على مريض السكري تجنب المشي حافي القدمين وعليه تقليم أظافر القدمين بعناية ووفقاً لتوجيهات الطبيب؛ لئلا تحدث لديه مشكلة بسبب الأظافر الناشبة.
- لا بد لمريض السكري من اختيار الحذاء المناسب، وإن لم يكن المريض عارفاً بأصول هذا وقواعده، فليستعن بنصائح طبيب السكري وإرشادات اختصاصيي القدم كذلك.
ثمة فهم مغلوط لدى كثيرين، وهو أن علاج القدم السكرية يجب أن يكون البتر بالضرورة، والحقيقة أن هذا ليس صحيحاً؛ ذلك أن الحل الأخير هو البتر، بل إن غالبية من يصابون بمشاكل في القدمين وبحالة القدم السكرية لا يحتاجون هذا الحل، لكن يجدر الإشارة دوماً إلى أن مريض السكري الذي يصاب بمشاكل في قدميه يحتاج متابعة طبية طويلة الأمد؛ ذلك أن احتمالية عودة الحالة قائم بقوة.
في ما يلي بعض طرق علاج القدم السكرية، وهي مرهونة بالحالة ودرجتها: - إن كانت القروح في قدميّ مريض السكري سطحية نكتفي بتغيير الضمادات والعناية بالجرح واستخدام المراهم والمضادات الحيوية.
- حين تكون القروح في قدميّ مريض السكري أكثر حدة، فإن العلاج قد ينطوي على إزالة الأنسجة الميتة أو إعادة توصيل بعض الأوعية الدموية أو استخدام نوع من الجبائر لتوزيع الثقل في قدميّ المريض.
- سيتعامل طبيب السكري مع الحالة وفقاً لأسئلة عدة سيتولى هو الإجابة عنها بعد الفحص، مثل: هل هناك التهاب بكتيري؟ هل وصل الالتهاب العظم؟ ما درجة القروح وما مدى عمقها؟ ما حجم الضرر الحاصل في الأوعية الدموية؟.