كشفت دراسة بريطانية عن ارتباط المستويات العالية من الأنسولين في منتصف الطفولة بزيادة خطر الإصابة بالذهان أو ما يسمى بمرض انفصام الشخصية خلال مرحلة البلوغ المبكرة.
ووفقاً لصحيفة نيورو ساينس العلمية أظهر باحثون في جامعه كامبريدج البريطانية أن الصلة بين المرض الجسدي والعقلي أقرب مما كان يعتقد سابقاً حيث ترتبط بعض التغييرات في الصحة البدنية والتي يمكن اكتشافها في مرحلة الطفولة بتطور المرض العقلي في مرحلة البلوغ.
واستخدم الباحثون عينة من أكثر من 10 آلاف شخص لدراسة كيفية ارتباط مستويات الأنسولين ومؤشر كتلة الجسم في مرحلة الطفولة بالاكتئاب والذهان في مرحلة الشباب ووجدوا أن مستويات الأنسولين المرتفعة باستمرار منذ منتصف الطفولة كانت مرتبطة بفرصة أكبر للإصابة بالذهان في مرحلة البلوغ كما وجدوا أن الزيادة في مؤشر كتلة الجسم في بداية فترة البلوغ كانت مرتبطة بفرصة أكبر للإصابة بالاكتئاب في مرحلة البلوغ وخاصة عند الفتيات.
وأشارت نتائج الدراسة إلى أن العلامات المبكرة لتطور مشاكل الصحة الجسدية يمكن أن تكون موجودة قبل وقت طويل من ظهور أعراض الذهان أو الاكتئاب وتظهر أن الصلة بين المرض الجسدي والعقلي أكثر تعقيداً مما كان يعتقد سابقاً.
وأوصى الباحثون بضرورة قيام المتخصصين في الرعاية الصحية بإجراء تقييمات جسدية قوية للشباب الذين يعانون من أعراض الذهان أو الاكتئاب بحيث يمكن تشخيص العلامات المبكرة للأمراض الجسدية وعلاجها مبكراً.
والذهان هو اضطراب نفسي ومن أسمائه الأخرى الشيزوفرينيا والفصام وانفصام الشخصية ويصيب الأشخاص في الفئة العمرية بين الـ 16 والـ 30 عاماً أكثر من الفئات العمرية الأخرى وينتشر مرض الذهان بين ما يقارب 1 بالمئة من البشر حول العالم وعادةً ما تظهر على المرضى أعراض مثل الحيرة والارتباك والهلوسة.