الرضاعة الطبيعية هي الوسيلة التي هيأها الله لتلبية كل احتياجات الطفل من الغذاء في الفترة الأولى من الحياة، حيث يظل الثديان يستعدان لأداء وظيفتهما كمصدر لتغذية الطفل الرضيع طوال فترة الحمل.
تبدأ الرضاعة الطبيعية بعد الولادة مباشرة، وبمجرد أن تسمح حالة الأم بإرضاع الطفل، والحليب الذي يُفرز في الأيام الأولى بعد الرضاعة يكون شفافًا، ويحتوي على كثير من الأجسام المناعية، التي تساعد على تقوية مناعة جسم الطفل. يظل الحليب الطبيعي مصدرًا للغذاء والشراب لمدة 4 إلى 6 أشهر بعد الولادة، لكن أحيانًا تضطر الأم إلى الانقطاع عن الرضاعة الطبيعية لأسباب صحية مختلفة، قد تخص الطفل أو الأم، وأشهر هذه الأسباب مكوث الطفل داخل الحضّانة بعد الولادة لفترة، أو إصابة الأم بخراج في الثدي يصاحبه نزول دم أو صديد من الحلمة عند الرضاعة، أو إصابة الأم بأي مرض يستدعي مكوثها في المستشفى.
قد ترغب الأم في العودة إلى إرضاع طفلها طبيعيًا.
يتطلب الأمر من الأم عزيمة قوية ومجهودًا حقيقيًا لعودة إدرار الحليب، ويعتمد نجاحها في تحقيق ذلك على بعض العوامل:
. قدرة طبيب الأطفال على دعم الأم وتوجيهها لتحقيق هدفها، ومتابعة الطفل بصورة دورية للتحقق من نجاح الرضاعة الطبيعية وكفايتها لاحتياجاته.
. اجتهاد الأم في تدعيم الروابط مع طفلها بعد فترة التباعد الإجبارية بينهما، ويشمل ذلك الإكثار من التواصل الحسي المباشر بين الأم والطفل (skin to skin)، كما يشمل النوم بجوار الطفل ليلًا، وتشجيعه على الرضاعة في أثناء الليل، إذ ينشط عمل هرمون البرولاكتين (الهرمون المسؤول عن إنتاج الحليب في الثدي).
. حفاظ الأم على حالتها الصحية العامة، وحرصها على تناول غذاء متكامل ومتوازن.
. الأمهات ذوات الخبرة في الرضاعة مع أطفال سابقين تكون فرصتهن أفضل.
. كلما قلت فترة الانقطاع عن الرضاعة، زادت فرصة الأم في النجاح.
الدعم النفسي والمساعدة من المحيطين بالأم والطفل.
وسائل تحفيز إدرار الحليب تشمل:
– وضع الطفل على الثدي كل ساعة أو ساعتين على أقصى تقدير، نهارًا وليلًا، فإن ذلك يساعد على تحسين قدرة الطفل على الرضاعة، ويحفز إدرار الحليب.
– استعمال شفاط الثدي لشفط الحليب في فترات نوم الطفل.
– في حالة استعمال الرضاعة الصناعية كمصدر تغذية مساعد، يوضع الطفل على الثدي في أثناء استعمال زجاجة الحليب، فذلك يشجع الطفل على مص الثدي بقوة ظنًا منه أنه مصدر الحليب.