- التهاب الكبد C هو مرض كبدي يسببه فيروس التهاب الكبد C: يمكن أن يسبب الفيروس العدوى بالتهاب كبدي حاد ومزمن على حد سواء، تتراوح شدّته بين المرض الخفيف الذي يدوم أسابيع قليلة والمرض الخطير الذي يستمر طيلة العمر.
- التهاب الكبد C هو سبب رئيسي للإصابة بسرطان الكبد.
- فيروس التهاب الكبد C فيروس منقول بالدم، والطرق الأكثر شيوعاً لانتقال العدوى هي عبر التعرض لكميات قليلة من الدم. فقد تنتقل العدوى عن طريق تعاطي المخدرات بالحقن، وممارسات الحقن غير المأمونة، والرعاية الصحية غير المأمونة، ونقل الدم ومنتجاته دون فحص، والممارسات الجنسية التي تؤدي إلى التعرض للدم.
- تشير التقديرات إلى إصابة 71 مليون شخص بالعدوى بفيروس التهاب الكبد C المزمن على مستوى العالم.
- سيعاني عدد لا يُستهان به من المصابين بحالة مرضية مزمنة من تليف الكبد أو سرطان الكبد.
- أشارت تقديرات المنظمة في عام 2016 إلى وفاة حوالي 399000 شخص بسبب التهاب الكبد C ونجم معظم هذه الوفيات عن تشمع الكبد وسرطانة الخلايا الكبدية (أي سرطان الكبد الأولي).
- من الممكن أن تشفي الأدوية المضادة للفيروسات أكثر من 95% من الأشخاص المصابين بالعدوى بالتهاب الكبد C، مما يحد بالتالي من خطر الوفاة بسبب تشمع الكبد وسرطان الكبد، بيد أن فرص التشخيص والعلاج محدودة.
- لا يوجد في الوقت الحالي لقاح ناجع ضد التهاب الكبد C. ومع ذلك، تتواصل البحوث في هذا المجال.
يسبب فيروس التهاب الكبد C حالة مرضية حادة ومزمنة على حد سواء. ولا تكون العدوى الجديدة بالفيروس مصحوبة بأعراض عادةً. ويُصاب البعض بالتهاب كبد حاد لا يتحوّل إلى مرض مهددٍ للحياة. فحوالي 30% (15-45%) من الأشخاص المصابين بالعدوى يتخلصون تلقائياً من الفيروس في غضون 6 أشهر بعد الإصابة بالعدوى دون الحصول على أي علاج.
أما لدى النسبة المتبقية أي 70% (55-85%) من الأشخاص المصابين بالعدوى، فتتحوّل العدوى بفيروس التهاب الكبد C إلى حالة مرضية مزمنة. ولدى المصابين بهذه العدوى المزمنة تتراوح نسبة خطر الإصابة بتشمع الكبد بين 15% و30% خلال 20 سنة.
التوزيع الجغرافي
العدوى بالتهاب الكبد C موجودة في جميع أنحاء العالم. ومن أقاليم المنظمة الأشد تضرراً بالمرض إقليم شرق المتوسط والإقليم الأوروبي، حيث بلغت معدلات الانتشار 2.3% و1.5% على التوالي في عام 2015 حسب التقديرات. وتتراوح معدلات انتشار العدوى بفيروس التهاب الكبد C في سائر أقاليم المنظمة بين 0.5% و1%. وحسب البلد المعني، فمن الممكن أن تتركز العدوى بفيروس التهاب الكبد C لدى فئات سكانية معينة. وعلى سبيل المثال، تعزى 23% من حالات العدوى الجديدة بفيروس التهاب الكبد C و33% من الوفيات الناجمة عنه إلى تعاطي المخدرات بالحقن. ومع ذلك، لا تشمل تدخلات الاستجابة الوطنية في الغالب متعاطي المخدرات بالحقن والسجناء.
وفي البلدان التي تعاني من عدم كفاية ممارسات مكافحة العدوى أو عانت من عدم كفايتها في وقت سابق، فغالباً ما تتوزع العدوى بفيروس التهاب الكبد C بشكل واسع في صفوف السكان عموماً. هناك سلالات متعددة (أو أنماط جينية) من فيروس التهاب الكبد C ويختلف توزيعها حسب الإقليم. ومع ذلك، لا يزال توزيع الأنماط الجينية غير معروف في العديد من البلدان.
انتقال العدوى
فيروس التهاب الكبد C فيروس منقول بالدم. وتنتقل العدوى بالفيروس في أغلب الأحيان عن طريق ما يلي:
- تعاطي المخدرات بالحقن من خلال تقاسم معدات الحقن؛
- إعادة استخدام المعدات الطبية أو عدم كفاية تعقيمها، وخصوصاً المحاقن والإبر في سياقات الرعاية الصحية؛
- نقل الدم ومنتجاته دون فحص؛
- الممارسات الجنسية التي تؤدي إلى التعرض للدم (على سبيل المثال، لدى الرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال آخرين ولا سيما إذا كان هؤلاء الرجال مصابين بالعدوى بفيروس العوز المناعي البشري أو خاضعين لعلاج وقائي ضد العدوى بهذا الفيروس قبل التعرض له).
ومن الممكن أيضاً أن تنتقل العدوى بفيروس التهاب الكبد C عن طريق ممارسة الجنس ومن الأم المصابة بالعدوى إلى رضيعها؛ ولكن هذه الطرق لانتقال العدوى أقل شيوعاً.
ولا تنتقل العدوى بالتهاب الكبد C عن طريق لبن الأم أو الطعام أو المياه أو عن طريق المخالطة العابرة مثل العناق والتقبيل وتقاسم الطعام أو المشروبات مع الشخص المصاب بالعدوى.
وحسب تقديرات المنظمة، بلغ عدد الحالات الجديدة للإصابة بالعدوى بفيروس التهاب الكبد C ما مجموعه 1.75 مليون حالة في العالم في عام 2015 (23.7 حالة جديدة للإصابة بالعدوى لكل 100000 نسمة).
الأعراض
تتراوح فترة حضانة التهاب الكبد C بين أسبوعين و6 شهور. وفي أعقاب الإصابة بالعدوى الأولية، لا تظهر أي أعراض على حوالي 80% من الأشخاص المصابين بها. أما من يعانون من أعراض حادة فقد تظهر عليهم أعراض الحمى والتعب وقلة الشهية والغثيان والقيء وآلام البطن والبول الداكن والبراز الرمادي اللون وآلام المفاصل واليرقان (اصفرار البشرة وبياض العينين).
الفحص والتشخيص
تشخَّص حالة عدد قليل من الأشخاص عندما تكون إصابتهم بالعدوى حديثة لأن العدوى الحديثة بفيروس التهاب الكبد C لا تكون مصحوبةً بأعراض في المعتاد. وفي صفوف الأشخاص الذين تتحوّل حالتهم إلى عدوى مزمنة بفيروس التهاب الكبد C، لا تشخَّص العدوى أيضاً في الغالب لأنها تظل غير مصحوبة بأعراض طوال عقود قبل أن تظهر أعراض ثانوية تنجم عن تضرر كبدي خطير.
وتشخَّص العدوى بفيروس التهاب الكبد C على مرحلتين:
1- يحدد الفحص للكشف عن أضداد فيروس التهاب الكبد C باستخدام اختبار مصلي الأشخاص الذين أُصيبوا بالعدوى بالفيروس.
2- إذا أثبتت نتائج الاختبار وجود أضداد لفيروس التهاب الكبد C، فمن الضروري إجراء اختبار الحمض النووي للكشف عن وجود الحمض النووي الريبي (الرنا) لفيروس التهاب الكبد C بغرض تأكيد الإصابة بالعدوى المزمنة لأن حوالي 30% من الأشخاص المصابين بالعدوى بالفيروس يتخلصون تلقائياً من العدوى بفضل استجابة مناعية قوية دون حاجة إلى العلاج. ورغم تخلصهم من العدوى، فإن نتائج اختبار الكشف عن أضداد فيروس التهاب الكبد C تظل إيجابية لديهم.
وبعد تشخيص إصابة الشخص بالعدوى بفيروس التهاب الكبد C المزمن، ينبغي تقييم درجة تضرر الكبد لديه (تليف الكبد وتشمعه). ومن الممكن تقييم تضرر الكبد عن طريق أخذ خزعة من الكبد أو من خلال مجموعة متنوعة من الاختبارات غير الباضعة.
ويُستخدم تقييم درجة تضرر الكبد لتوجيه قرارات العلاج والتدبير العلاجي للمرض.
إجراء الاختبارات
يمكن للتشخيص المبكر أن يمنع ظهور مشكلات صحية قد تنتج عن العدوى وأن يقي من انتقال العدوى بالفيروس. وتوصي المنظمة بفحص الأشخاص الذين قد يكونون أكثر عرضة لخطر الإصابة بالعدوى.
وفيما يلي الفئات السكانية الأكثر عرضة لخطر الإصابة بالعدوى بفيروس التهاب الكبد C:
- متعاطو المخدرات بالحقن؛
- نزلاء السجون والأماكن المغلقة الأخرى؛
- الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات بوسائل أخرى (غير الحقن)؛
- الرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال آخرين؛
- الأشخاص الذين يتلقون منتجات الدم الملوثة أو يخضعون لعمليات باضعة في مرافق الرعاية الصحية التي تكون فيها ممارسات مكافحة العدوى غير كافية؛
- الأطفال المولودون لأمهات مصابات بالعدوى بفيروس التهاب الكبد C؛
- الأشخاص المصابون بالعدوى بفيروس العوز المناعي البشري؛
- السجناء أو الأشخاص الذين سبق حبسهم في السجون؛
- الأشخاص الذين لديهم وشوم أو ثقوب في الجلد.
وفي السياقات التي تشهد ارتفاع معدلات الانتشار المصلي لأضداد فيروس التهاب الكبد C لدى السكان عموماً (يُعَرَّف معدل الانتشار المصلي المرتفع على أنه ≥2% أو ≥5%)، توصي المنظمة بإتاحة اختبارات الكشف عن فيروس التهاب الكبد C للبالغين كافةً واقتراحها عليهم بربطها بخدمات الوقاية والرعاية والعلاج.
وتدل البيّنات المصلية على الإصابة بالعدوى بفيروس التهاب الكبد C في وقت سابق أو في الوقت الحالي لدى حوالي 2.3 مليون شخص (6.2%) من الأشخاص المصابين بالعدوى بفيروس العوز المناعي البشري في العالم والبالغ عددهم 3.7 ملايين شخص حسب التقديرات. ويمثل مرض الكبد المزمن سبباً رئيسياً للمراضة والوفيات في صفوف المصابين بالعدوى بفيروس العوز المناعي البشري على مستوى العالم.
العلاج
لا تستدعي العدوى الجديدة بفيروس التهاب الكبد C العلاج دائماً إذ يتخلص بعض الأشخاص من العدوى بفضل استجابتهم المناعية. ولكن يكون العلاج ضرورياً إذا أصبحت العدوى بالفيروس مزمنة. والهدف من علاج التهاب الكبد C هو الشفاء من المرض.
وفي المبادئ التوجيهية للمنظمة التي حُدثت عام 2018 يوصى بالعلاج بمضادات الفيروسات ذات المفعول المباشر التي تستهدف جميع الأنماط الجينية. ومن الممكن أن يشفي العلاج بهذه المضادات معظم المصابين بالعدوى بفيروس التهاب الكبد C، وتكون مدة العلاج قصيرة (بين 12 و24 أسبوعاً في المعتاد) وتعتمد على وجود تشمع الكبد أو عدم وجوده.
وتوصي المنظمة بتوفير العلاج لجميع المصابين بالعدوى بفيروس التهاب الكبد C المزمن ممن تزيد أعمارهم على 12 عاماً. ولا تزال مضادات الفيروسات ذات المفعول المباشر التي تستهدف جميع الأنماط الجينية باهظة الثمن في العديد من البلدان المرتفعة الدخل وبلدان الشريحة العليا من الدخل المتوسط. بيد أن الأسعار تراجعت تراجعاً كبيراً في بلدان كثيرة (البلدان المنخفضة الدخل وبلدان الشريحة الدُنيا من الدخل المتوسط بصفة أساسية) نظراً إلى بدء استعمال الصيغ الجنيسة من هذه الأدوية.
وتتحسن فرص الحصول على العلاج المضاد لفيروس التهاب الكبد C لكنها لا تزال محدودة للغاية. وفي عام 2017، كان 19% (13.1 مليون شخص) من الأشخاص المصابين بالعدوى بفيروس التهاب الكبد C والبالغ مجموعهم 71 مليون شخص على مستوى العالم حسب التقديرات على علمٍ بتشخيص حالتهم في حين كان حوالي 5 ملايين شخص ممن شُخِّصت إصابتهم بالعدوى بفيروس التهاب الكبد C المزمن يتلقون العلاج بمضادات الفيروسات ذات المفعول المباشر بحلول نهاية عام 2017. ويلزم تكثيف الجهود لتحقيق الغاية المتمثلة في علاج المصابين بالعدوى بفيروس التهاب الكبد C بنسبة 80% في العالم بحلول عام 2030.
الوقاية
الوقاية الأولية
لا يوجد في الوقت الحالي لقاح ناجع ضد التهاب الكبد C. وتعتمد الوقاية من الإصابة بالعدوى بفيروس التهاب الكبد C على الحد من خطر التعرض للفيروس في سياقات الرعاية الصحية وفي صفوف الفئات السكانية التي تكون أكثر عرضة لخطر الإصابة بالعدوى مثل متعاطي المخدرات بالحقن والرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال آخرين ولا سيما إذا كان هؤلاء الرجال مصابين بالعدوى بفيروس العوز المناعي البشري أو خاضعين لعلاج وقائي ضد العدوى بهذا الفيروس قبل التعرض له.
وتتضمن القائمة التالية أمثلة محدودة على تدخلات الوقاية الأولية التي توصي بها المنظمة:
- استخدام ممارسات الحقن المأمونة والملائمة في إطار الرعاية الصحية؛
- ضمان مأمونية تداول الأدوات الحادة والنفايات والتخلص منها؛
- توفير خدمات شاملة للحد من الضرر لمتعاطي المخدرات بالحقن، بما في ذلك معدات الحقن المعقمة والعلاج الفعال والمسند بالبيّنات لمكافحة الاعتماد على المخدرات؛
- فحص الدم المتبرع به للكشف عن فيروس التهاب الكبد B وفيروس التهاب الكبدC (بالإضافة إلى فيروس العوز المناعي البشري والزهري)؛
- الوقاية من التعرض للدم أثناء ممارسة الجنس، ولا سيما باستخدام العوازل الذكرية بانتظام؛
الوقاية الثانوية
توصي المنظمة فيما يخص الأشخاص المصابين بالعدوى بفيروس التهاب الكبد C بما يلي:
- إتاحة خدمات التوعية والمشورة بشأن خيارات الرعاية والعلاج؛
- التمنيع باللقاحات المضادة لالتهاب الكبد A والتهاب الكبد B بهدف الوقاية من حالات العدوى المصاحبة بهذين الفيروسين من فيروسات التهاب الكبد وحماية الكبد؛
- التدبير العلاجي الطبي المبكر والملائم بما في ذلك توفير العلاج المضاد للفيروسات؛
- الرصد المنتظم من أجل التشخيص المبكر لمرض الكبد المزمن.
فحص الأشخاص المصابين بالعدوى بالتهاب الكبد C ورعايتهم وعلاجهم
حدّثت المنظمة في تموز/يوليو 2018 “المبادئ التوجيهية لتوفير الرعاية والعلاج للأشخاص المصابين بالعدوى بفيروس التهاب الكبد C المزمن”.
وتستهدف هذه المبادئ التوجيهية المسؤولين الحكوميين لاستخدامها كأساس لوضع سياسات وخطط لمكافحة التهاب الكبد ومبادئ توجيهية لعلاجه على المستوى الوطني. ويضم هؤلاء الأشخاص مديري البرامج القطرية ومقدمي الرعاية الصحية المسؤولين عن تخطيط برامج رعاية المصابين بالتهاب الكبد وعلاجهم وتنفيذها، ولا سيما في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط.
ملخص التوصيات الرئيسية
1- الفحص للكشف عن تعاطي الكحول وتقديم المشورة للحد من مدخول الكحول المتوسط والمرتفع
يُوصى بإجراء تقييم لمدخول الكحول لدى جميع الأشخاص المصابين بالعدوى بفيروس التهاب الك