مكفوفات في “حماة” يتفوّقن على المبصرات.. أبٌ يروي قصة بناته الأربع

حماة – شام تايمز – أيمن الفاعل

يظن الكثير أن الإعاقة مصيبة وانعزال وتراجع عن الإدماج في المجتمع، بيد أن البعض يجعل منها شيئاً مميزاً قد يتفوق حتى على الأصحاء.

حسان يوسف من بلدة “قمحانة” أب لأربع بنات كفيفات قال لـ “شام تايمز”.. “في البدايات ارتبكنا كثيراً كيف سنواجه تلك الإعاقات، ولجأنا لمرشدين أو استشاريين، لكننا تغلبنا عليها، بتشجيع البنات على دمجهن في المجتمع، وكنا نمتعض من نظرة الشفقة عليهنَّ، لذلك صمّمنا على أن يكنّ أفضل من المبصرات، وذلك  بالتعامل معهن كأشخاص طبيعيين”.

وأضاف.. “حتى أن ابنتي ديما الكبيرة وتبلغ من العمر 13 سنة، تذهب مع أمها إلى المطبخ وتساعدها في شؤون المنزل وهي في الصف الخامس الآن، ومتفوقة في كل المواد التي تُعطى نفسها للأصحاء، إضافةً لهذا فهي تحفظ الأجزاء الثلاثة الأخيرة من القرآن الكريم مع سورة الكهف ويوسف وياسين وبدايات سورة البقرة، مع حفظ العمليات الحسابية الأربع بسرعة بديهة وبراعة، وكذلك أختها رهف (11 سنة، صف خامس) تحفظ عدداً أقل من القرآن مع تفوقها الدراسي وعدداً كبيراً من الأناشيد وتمتلك صوتاً ذهبياً في الإنشاد و الغناء”.

ولفت الرجل إلى أن ابنتاه ديما منذ كان عمرها 4 سنوات ونصف، ورهف بعمر سنتين ونصف تحفظان أسماء 50 عاصمة لدول عربية وأجنبية، مشيراً إلى أن هناك أختان لهما كفيفات أيضاً، “بيسان.4 سنوات” و”أسيل” بعمر سنة واحدة، ويتم تعليمهما مع أختيهما بالتدريج.

وأكد أن جمعية المكفوفين في حماة كانت تستقبل المكفوف للمرحلة التمهيدية كدمج في المجتمع حتى ما قبل المرحلة الإبتدائية، ثم خلال مطالبات وتعاون مع رئيسها آنذاك الدكتور “غزوان المرعي” أصبحت للصف الأول فالثاني ثم الثالث حتى وصلت للصف السادس كأقصى مرحلة، ثم تم التواصل مع بعض أعضاء مجلس الشعب ليكون هناك معهد تعليمي للمكفوفين لغاية الشهادة الثانوية، فأتت موافقة وزارة الشؤون الإجتماعية.

وأوضح الأب أنه أرسل كتاباً مستعجلاً للسيد محافظ حماة، منذ 2018 الذي أحاله بدوره إلى مديرية الشؤون الإجتماعية في حماة، مشيراً أنه مازال بانتظار النتائج الفعلية حتى الآن، متمنياً رعاية المكفوف بمعهد تعليمي و مهني للمكفوف حتى تنتهي مرحلة دراسته أو تعلُّمه لمهنة تساعده على تأمين احتياجاته بنفسه، كشخص فاعل في المجتمع لايمكن بحال الإستغناء عنها.

وتضم جمعية رعاية المكفوفين والصّم في حماة، وفق مديرتها “ريما بارودي”، 23 تلميذاً وتلميذةً كفيفةً من عمر 3 سنوات وحتى الصف الخامس يُقدم لهم التعليم والرعاية الطبية، كما تقدم إعاناتٍ مالية وعينية ومنحاً دراسية، كما يشار إلى أن الجمعية حسب المعلمة “ختام الكردي” تضم مواهبَ أخرى، مثل الكفيف “محمد الحسين” المجدّ في دروسه ولديه موهبة لافتة في كتابة المواضيع التعبيرية، وعبد المنعم عنجاري ذو الصوت الجميل في الغناء والتوأمتين “صفا و مروة” في الصف الرابع البارعتين في كتابة المواضيع الإنشائية ذات الخيال الواسع، كما أن هناك بلال عوض “كفيف بعمر 16 سنة” كان قد حاز المراكز الأولى في الشهادة الإعدادية على مستوى المحافظة.

شاهد أيضاً

هذا أفضل وقت للتخلص من الكرش بالرياضة للنساء والرجال

شام تايمز – متابعة التمرين الصباحي يقلل من الكرش لدى النساء توصلت دراسة أميركية حديثة إلى أن …

اترك تعليقاً