في اليوم العالمي لمرض الجذام، دعت خبيرة حقوقية إلى التعلم من تاريخ النضال ضد مرض الجذام لمحاربة أي وباء أو جائحة، وحثّت على القضاء على التمييز وازدواجية المعايير لأولئك الذي تخلفوا عن الركب، ووضعهم في قلب جهود التعافي.
والجذام هو مرض مزمن يسببه نوع من البكتيريا يسمى بالمنفطرة الجذامية. يؤثر المرض بشكل أساسي على الجلد والجهاز المخاطي للجهاز التنفسي العلوي والعينين، ولكن يمكن علاجه باستخدام الأدوية المتعددة. وإذا لم يتم علاجه قد يتسبب بأضرار مستديمة متفاقمة للجلد والأعصاب والأطراف والعينين.
وفي بيان بمناسبة اليوم العالمي لمرض الجذام، قالت الخبيرة الحقوقية، أليس كروز، المقررة الخاصة المعنية بالقضاء على التمييز ضد الأشخاص المصابين بالجذام وأفراد أسرهم، إن الاستجابة لجائحة كـوفيد-19 خذلت المصابين بالجذام والمتأثرين “بالمعايير المزدوجة”.
وقالت: “شهد العالم الآثار السلبية الهائلة لكوفيد-19 والأزمة التي ولدتها الجائحة: من الحرمان من الحق في الحياة الأسرية والتعليم والسكن والتوظيف إلى العنف المنزلي والجنسي. للأسف، هذا ما يعانيه المصابون بالجذام (المعروف أيضا باسم مرض هانسن) منذ آلاف السنين”.
مرض هانسن: بين التمييز والوصم
ظهور أعراض مرض الجذام قد يستغرق 20 عاما وربما أكثر من ذلك. وعلى مر التاريخ، تم عزل عدد لا يُحصى من المصابين بمرض الجذام عن المجتمعات، على الرغم من عدم وجود أدلة تدعم جدوى هذه السياسات.
وقالت المقررة الخاصة: “تم فصل الأطفال عن الأهالي، وغالبا ما يتم وضعهم في مؤسسات، وحتى اليوم يظلون منسيّين بلا تعويضات أو لقاح ضد كوفيد-19”.
وأشارت إلى أنها منذ تفشي كوفيد-19، تلقت العديد من التقارير حول التأثير السلبي غير المتناسب على المصابين بالجذام في العديد من البلدان، وأنها كتبت رسالة مفتوحة للحكومات بهذا الشأن.
ويظهِر تاريخ الجذام مدى تكلفة التمييز وعدم المساواة، بحسب الخبيرة الحقوقية، ليس فقط للمرضى وأفراد أسرهم، ولكن أيضا للمجتمعات ككل. وتابعت تقول: “تم الكشف عن العديد من الانتهاكات المعروفة جيدا من قبل المصابين بالجذام – خوف المجتمع والوصم والعزلة وتأثيرها على الصحة العقلية والفصل والعنف القائم على النوع والعنصرية وكراهية الأجانب، وغيرها – كلها انكشفت خلال الجائحة”.
وتتوقع أليس كروز تفاوتات متزايدة وانتكاسة في مكافحة الجذام وانتقاله والوقاية من الإعاقة.
انقطاع الدواء
أعربت المقررة الخاصة عن قلق شديد لأنه منذ منتصف عام 2020 لم يتم تقديم الأدوية الأساسية لعلاج المرض في بعض الدول لدى الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بالمرض، ومن بين هذه الدول البرازيل. فبحسب منظمة الصحة العالمية، في البرازيل أعلى معدل إصابة لكل 100 ألف شخص (بمعدل 28 ألف حالة سنويا).
وأشارت الخبيرة الحقوقية إلى العديد من الدروس التي يمكن استقاؤها من تاريخ نضال الأشخاص المتضررين بسبب الجذام ضد جميع أشكال العنف والتمييز. “والدرس الأبرز هو أنه لا يوجد إعادة بناء أفضل إذا فشلت الدول في وضع أولئك الذين تركوا في الخلف في مركز التعافي”.