رغم تأكيد المسؤولين الصحيين والأطباء حول العالم على أهمية وضع الكمامة للوقاية من فيروس كورونا المستجد، الذي لا ينفكّ ينتشر ويتفشّى حاصداً المزيد من الأرواح والإصابات يومياً، هناك الكثير من الأشخاص ما زالوا يرفضون الالتزام بالإجراءات والتدابير لا سيّما وضع هذه الأقنعة الواقية. نكشف في هذا الموضوع من موقع صحتي الأسباب النفسية التي غالباً ما تقف وراء رفض وضع الكمامة.
التمرّد والثورة والعدوانية
مهما كانت الإجراءات التي يتمّ وضعها، أو القوانين التي يتوجّب الإلتزام بها، دائماً ما نرى مجموعة من الأشخاص تتمرّد عليها، حتى لو كانت هذه الإجراءات وُضعت لتحميهم من مرض أو مشكلة ما. يعود السبب إلى الطبيعة المتمرّدة والعدوانيّة والثوريّة التي تميّز البعض، حيث يتلطّى هؤلاء وراء حجّة عدم الرغبة في اتباع أيّ قانون ولاعتقادهم أنّ القوانين وُضعت لكي تُخرق.
تقييد الحرية
يرى البعض أنّ الكمامة تُقيّد حرية الفرد الذي يضعها، ولذلك يرفضون وضعها رغم النصائح الطبية والصحية والإرشادات التي تؤكّد فعالية هذا القناع للوقاية من فيروس كورونا وتجنيب الآخرين الإصابة به أيضاً في حال كان الفرد مصاباً من دون أن يدري.
ويشعر هؤلاء الذين يرفضون وضع الكمامة بالضيق عندما ينصحهم أحد بأيّ شيء لمصلحتهم، فيعتبرون أنّ ذلك تقييد أو تعدٍّ على الحرية التي يتمتّعون بها والتي لا يحقّ لأحد السيطرة عليها أو أخذها منهم.
لفت الانتباه وحبّ الظهور
من الأسباب النفسية الشائعة التي قد يضحّي البعض بصحّته وسلامة أحبائه من أجلها، حبّ الظهور ولفت الانتباه من خلال التميّز عن الآخرين حتّى لو استدعى ذلك التمرّد على القوانين والإجراءات. وبما أنّ كلّ المراجع تُجمع على ضرورة وضع الكمامة للوقاية من كورونا، نرى البعض يرفض الالتزام بهذا الإجراء في محاولة للفت الانتباه والتميّز، رغم أنّ هذه الخطوة قد تكلّفه حياته.
محاولة لعدم إظهار الضعف
قد يرفض البعض وضع الكمامة حتّى لا يبدو الأمر وكأنّهم ضعفاء وخائفون من الإصابة بفيروس كورونا. هذا الاعتقاد ورغم أنّه خاطئ، يسيطر على البعض ممّن يحاولون الظهور أقوياء في الحياة اليوميّة رغم كلّ ما يواجههم من مصاعب. ويظنّ هؤلاء أنّ وضع الكمامة يؤثّر سلباً على صورتهم أمام الآخرين، ولذلك يرفضونها بشكلٍ قاطع.
صحيحٌ أنّ وضع الأقنعة والكمامات لا تُعدّ مريحة جسدياً ونفسياً، إلا أنّ هذه المرحلة ورغم صعوبتها لا بدّ وأن تمرّ بأقلّ خسائر ممكنة. وهذا لا يمكن تحقيقه إلا من خلال التزام الإجراءات والتدابير الصحية الواقية والتي يُعدّ أبرزها وضع الكمامة وتجنّب الاختلاط.