أصبحت السموم أكثر انتشاراً وتنوعاً في العالم نتيجة تطور العلم والصناعات، حيث صار إلى جانب السموم الطبيعية التي تخلق مع بعض النباتات والحيوانات، أنواعاً كثيرة من السموم الصناعية القاتلة، وأصبح من المهم أن نعرف كيف نتعامل مع السموم القاتلة، لذا سنتحدث في هذا المقال عن انواع السموم القاتلة وكيفية علاجها.
أنواع السموم القاتلة
تنقسم السموم القاتلة إلى عدة تصنيفات، ويشمل كل تصنيف منها على عدة أنواع، ويمكن توضيح ذلك وفق ما يلي:
أنواع السموم حسب مصدر السم:
السموم من أصل جرثومي، وتنتج عن طريق كائنات مجهرية كالبكتيريا والفطريات، ومنها سم توكسين البوتولينوس. سموم نباتية، وهي موجودة في النباتات، مثل سم هوسيامين البلادونا القلوي، الموجود في البلادونا. سموم حيوانية، تنتقل غالباً عن طريق لدغات ولسعات الحيوانات البرية (الأفاعي، العقارب، العناكب، النمل) أو البحرية (ثعابين البحر، سمك الراي اللاسع، قنديل البحر). سموم صناعية، مثل الأدوية ومبيدات الحشرات والمنظفات المنزلية ومستحضرات التجميل والأدوية والهيدروكربونات.
أنواع السموم حسب الحالة الفيزيائية للسم:
سموم صلبة، وكلما زاد حجمها يصعب امتصاصها، فمثلاً يكون ثالث أكسيد الزرنيخ أكثر سمية في شكل حبيبات أصغر من نفس كتلة الحبيبات الكبيرة لأن الحبيبات الأصغر تذوب بشكل أسرع. سموم سائلة، ويتم امتصاصها عن طريق الابتلاع أو الاستنشاق أو عن طريق الجلد (مثال: سم الثعابين). سموم غازية، يتم امتصاصها عن طريق الاستشناق وتؤثر على الرئتين، وهناك سموم غازية يتم امتصاصها عن طريق الجلد (مثال: أول أوكسيد الكربون).
أنواع السموم حسب الطبيعة الكيميائية للسم:
سموم معدنية أو غير معدنية. سموم عضوية أو غير عضوية. سموم حمضية أو قلوية، وغالباً ما تسبب السموم القلوية تلفاً أكثر حدة في الأنسجة.
وهناك مجموعة أخرى من تصنيفات السموم وهي:
التصنيف على أساس النشاط الكيميائي، والتي تسبب طفرات وسرطانات وتشوهات، مثل حمض الديوكسي ريبونوكلييك. التصنيف وفق قدرتها على محاكاة بنية جزيئات معينة في الخلية، حيث تحل محل جزيئات الخلايا في التفاعلات الكيميائية، وتعطل الوظائف الخلوية المهمة، مثل الميثوتريكسات. التصنيف حسب المواقع المستهدفة، كالجهاز العصبي والجهاز القلبي الوعائي والجهاز التناسلي والجهاز المناعي والرئتين والكبد والكليتين. التصنيف حسب الاستخدامات، مثل مبيدات الحشرات أو مواد التنظيف أو المستحضرات الصيدلانية أو المذيبات العضوية أو العقاقير المخدرة أو الكيماويات الصناعية.
شاهد أيضاً: ما هو التسمم الدرقي؟
علاج السموم القاتلة
بشكل عام إن علاج السموم القاتلة يجب أن يتم بعناية شديدة، ويفضل طلب الاستشارة الطبية على الفور، ولحين حضور الإسعاف، أو وصول الشخص إلى المستشفى، يمكنك القيام بما يلي:
إذا كنت تعتقد أن الشخص تعرض لتسمم شديد ولا يزال واعياً، فاطلب منه الجلوس ساكناً، وابقى معه لحين وصول الإسعاف. إذا تعرض الشخص للتسمم عن طريق ابتلاع شيء ما، فحاول إجباره على بصق أي شيء متبقي في فمه، ولا تضع يدك على فمه، كي لا ينتقل السم إليك. إذا تناثرت مادة سامة على جلد أو ملابس أحد الأشخاص، فقم بإزالة أي عناصر ملوثة واغسل المنطقة المصابة جيداً بالماء الدافئ أو البارد، واحرص على عدم تلويث نفسك في هذه العملية، واطلب المساعدة الطبية. في حال كان الشخص الذي تعرض للتسمم، فاقداً للوعي، فحاول إيقاظه، واطلب الإسعاف على الفور. أثناء انتظار وصول المساعدة الطبية، دع الشخص يستلقي على جانبه، وضع وسادة خلف ظهره مع سحب الجزء العلوي من ساقه للأمام قليلاً، حتى لا يسقط على وجهه أو يتدحرج للخلف. امسح أي قيء بعيداً عن فمه، وأبق رأسه متجهاً لأسفل، للسماح لأي قيء بالخروج دون أن يتنفسه أو يبتلعه. إياك أن تعطي شخصاً تعرض للتسمم، شيئاً ليأكله أو يشربه. إذا كان الشخص لا يتنفس أو توقف قلبه، فابدأ بالإنعاش القلبي الرئوي (CPR). إذا كنت تعتقد أن الشخص قد استنشق أبخرة سامة، احمي نفسك بداية، ثم شجعه على الخروج من المنطقة الملوثة إلى الهواء الطلق، واطلب المساعدة الطبية لمعرفة ما إذا كان على ما يرام. إذا كان الشخص قد استنشق أبخرة سامة، وفقد الوعي، أو كان غير قادر على الخروج من المنطقة الملوثة، أطلب الإسعاف على الفور، ولا تدخل أنت لإخراجه، لأنك ستكون معرضاً للتسمم أيضاً.
عند وصول الإسعاف، أخبرهم على الفور:
ما هي المواد التي تعتقد أن الشخص قد ابتلعها أو استنشقها. متى حصل التسمم. كيف وصل السم إلى الشخص عن طريق الابتلاع أو الاستنشاق مثلاً. مقدار السم. الأعراض التي عانى منها.
عند وصول الشخص الذي تعرض لسموم قاتلة إلى المستشفى، فإن العلاجات التي ممكن أن تقدم له، هي:
الفحم المنشط: حيث يرتبط الفحم بالسم ويمنع امتصاصه في الدم. مضادات حيوية: وهي مواد إما تمنع السم من العمل أو تعكس آثاره. المهدئات: تعطى للشخص الذي يعاني من الانفعالات. جهاز التنفس الصناعي: يستخدم إذا توقف الشخص عن التنفس. أدوية مضادة للصرع: تعطى للأشخاص الذين يعانون من النوبات.
ويمكنك التأكد من أن الشخص تعرض للتسمم من خلال ظهور أحد الأعراض التالية:
التعب الشديد. دوخة. دقات قلب مفاجئة وملحوظة (خفقان القلب). صعوبة في التنفس. القلق أو الانفعالات التي لا يمكن السيطرة عليها. نوبات. النعاس أو فقدان الوعي.
علاج السموم القاتلة المخدرات
يعتمد علاج إدمان المخدرات على مجموعة متعددة من العلاجات، وهي:
إزالة السموم
يعمل هذا النوع من العلاج على تخليص الجسم من المواد المسببة للإدمان، في بيئة صحية أمنة، وغالباً ما تستخدم العيادات التي تقدم هذا العلاج، أدوية معينة لتقليل الأعراض المرافقة لانسحاب المواد المسببة للإدمان.
العلاج السلوكي المعرفي (CBT)
يساهم العلاج السلوكي المعرفي بالتعرف على الأنماط السلوكية غير الصحية، بالإضافة إلى التعرف على المحفزات وتطوير مهارات التأقلم، ويمكن دمج العلاج المعرفي السلوكي مع علاجات الإدمان الأخرى.
العلاج السلوكي الانفعالي العقلاني (REBT)
يساعد العلاج السلوكي الانفعالي العقلاني المدمن في تعرف على أفكاره السلبية، ويمنحه طرقاً لمكافحة مشاعر هزيمة الذات، من خلال إدراك أن قوة التفكير العقلاني تكمن في ذاته ولا ترتبط بالمواقف الخارجية أو الضغوطات.
إدارة الطوارئ (CM)
يعزز هذا النوع من العلاج السلوك الإيجابي لدى المدمن، عبر منحه مكافآت ملموسة.
العلاج التيسيري المكون من 12 خطوة
وهو شكل من أشكال العلاج الجماعي، يتضمن الاعتراف بأن للإدمان العديد من النتائج السلبية التي يمكن أن تكون اجتماعية وعاطفية وروحية وجسدية، ويبدأ هذا النوع من العلاج بالقبول، ثم ينتقل إلى الاستسلام لقوة أعلى، ثم ينتقل في النهاية إلى المشاركة في لقاءات جماعية، للمناقشة والدعم المتبادل.
العلاج بالدواء
تلعب الأدوية دوراً فعالاً في علاج إدمان المخدرات، عندما تقترن بالعلاجات السلوكية، حيث تستخدم بعض الأدوية لتقليل الرغبة الشديدة بالتعاطي، وتحسين الحالة المزاجية، وتقليل السلوكيات المسببة للإدمان، ومن هذه الأدوية لوفيكسيدين وأكامبروسيت.
علاج السموم الغذائية
نادراً ما تشكل السموم الغذائية خطراً على حياة الشخص، وغالباً ما يتم علاجها بشكل شخصي في المنزل، من خلال مجموعة من الخطوات، وهي:
الراحة، هي أولى خطوة في العلاج. تعويض السوائل المفقودة، تجنباً للإصابة بالجفاف، حيث يفقد الجسم نسبة كبيرة من السوائل بسبب الإسهال المستمر. تناول المضادات الحيوية بالتنسيق مع الطبيب المختص، حيث يصف لك المضاد الحيوي بناء على مسببات التسمم، وكلما بدأ العلاج مبكراً، كانت النتيجة أفضل، مع الانتباه إلى أن المضادات الحيوية في حالة التسمم الغذائي الناجم عن الفيروسات لا تُشفي، بل قد تؤدي إلى مفاقمة الأعراض. توقف عن الأكل والشرب لبضع ساعات، ودع معدتك وأمعائك ترتاح. قم بمص مكعبات الثلج، أو اشرب رشفات صغيرة من الماء. بعد انتهاء العلاج، ابدأ بتناول الطعام تدريجياً، بدءاً من الوجبات الخفيفة قليلة الدسم وسهلة الهضم، مثل الخبز المحمص والموز والأرز. تجنب بعض الأطعمة والمشروبات، منها مشتقات الحليب والكافيين والكحول والنيكوتين والأطعمة عالية الدهون أو التوابل.
وسائل الوقاية من أخطار السموم القاتلة
في كثير من الأحيان قد يحدث التسمم نتيجة الاستخدام الخاطئ للعديد من المنتجات أو الأشياء، لذا سنقدم لك مجموعة من وسائل الحماية من أخطار السموم القاتلة، وهي:
غسل اليدين بشكل دائم. لا تتناول إلا الأدوية الموصوفة لك من قبل الطبيب. لا تتناول جرعات أكبر من الأدوية الخاصة بك، وخاصة مسكنات الألم. احتفظ بالأدوية في عبواتها الأصلية. اقرأ دائماً ملصق المنتج الذي قد يكون ساماً، قبل استخدامه. احتفظ بالمنتجات الكيماوية في عبواتها الأصلية. لا تستخدم أوعية الطعام مثل الأكواب أو الزجاجات أو البرطمانات لتخزين المنتجات الكيميائية، كمحاليل التنظيف أو منتجات التجميل. لا تخلط أبداً منتجات التنظيف مع بعضها، مثل خلط الكلور والفلاش معاً، حيث ينتج عنه غاز شديد السميّة. ارتدِ ملابس واقية، إذا قمت برش مبيدات حشرية أو مواد كيميائية. قم بتشغيل المروحة وافتح نوافذ المنزل عند استخدام المنتجات الكيماوية، كمواد التنظيف. قم بتخزين جميع الأدوية والمنتجات المنزلية بعيداً عن متناول الأطفال. اغسل الخضروات والفواكه جيداً قبل تناولها. حدد النباتات السامة في منزلك أو حديقتك، وقم بإزالتها