قالت الرابطة الألمانية لأطباء الأطفال والمراهقين إنه في حال تعرض الأطفال لحروق تشمل أجزاء كبيرة من الجسم، فيجب الانتباه لعدة أمور.
وأضافت أنه يتعين على الآباء الاتصال بالإسعاف على وجه السرعة، مع مراعاة خلع الملابس المشبعة بالسوائل الساخنة بحذر، وتبريد مواضع الجلد المعنية بماء فاتر أو وضع مناشف رطبة ونظيفة عليها وتغييرها بانتظام.
وأوضحت الرابطة أنه لا يجوز تبريد مواضع الحروق لدى الأطفال حديثي الولادة والرضع، وذلك لتجنب إصابتهم بانخفاض درجة حرارة الجسم، حتى إذا كانت الحروق تغطي أكثر من 15% من الجلد، علما بأن راحة يد الطفل تمثل نحو 1% من سطح الجسم، بينما يمثل الذراع نحو 10%.
ولتجنب إصابة الأطفال بالحروق من الأساس، ينبغي الاحتفاظ بالمشروبات والأطعمة الساخنة بعيدا عن متناول يده.
حيث تقسم الحروق إلى 3 أنواع حسب خطورتها، فحروق الدرجة الأولى هي الأقل ضررا، وتصيب الطبقة الأولى أو الخارجية أو السطحية للجلد والبشرة، ويسهل تعامل الأم معها ببعض المواد الطبيعية والطرق السهلة.
أما جروح الطبقة الثانية فهي أشد خطورة من الأولى وتصل إلى طبقات أعمق من الجلد، ثم تأتي جروح الدرجة الثالثة وهي التي تصل للعمق وتخترق كل طبقات الجلد وتصيب الأنسجة الداخلية، والنوع الثاني والثالث يحتاجان إلى الطبيب والعناية المركزة.
يتوفر بعض العوامل والمسببات التي يمكن أن تسبب هذه الحروق للأطفال، ومنها اللعب بجانب المكواة أو وضع الأصابع في مصادر الكهرباء، وكذلك عضعضة الأسلاك المكهربة، أو وضع شيء صلب في مصدر الكهرباء.
ويمكن أن يتسبب اللعب في المطبخ بالحروق، حيث يسهل للطفل لمس الفرن الساخن أو وضع يده على موقد البوتاجاز، أو سقوط المياه الساخنة على جسمه وهو يلهو بجانبها، وكذلك سقوط المشروبات الساخنة، وخاصة أن بعض الصغار يصر على حمل كوب الشاي أو الأعشاب، فيسقط على جسمه بشكل عفوي.
ويحترق بعض الصغار نتيجة التعرض لأشعة الشمس لفترة طويلة، مثلما يحدث في أوقات الصيف، فنجد جلد الطفل يحترق بصورة كبيرة بعد استمراره أياماً في أوقات الشمس الحامية.
كما يوجد أسباب أخرى للحروق، ومنها تعرض الطفل لأنواع من المنظفات الكاوية، والمتوفرة بشكل طبيعي في المنازل، وأيضا بعض المواد الكيماوية والبطاريات والمبيضات.
وتطلب الأم الرعاية الصحية والإسعاف فورا في بعض الحالات، والتي لا يجب التهاون فيها حفاظا على صحة وحياة الصغير، ومنها في حالة تعرض الطفل لحروق من النوعين الثاني والثالث، وكذلك إذا كانت الحروق ناتجة عن المواد الكيماوية والكهرباء، والحرق المباشر بالنار. وكذلك إذا أصيب الطفل بالحروق في فروة الدماغ أو الوجه أو الأعضاء التناسلية، وأيضا اليدين، وفي حالة مصاحبة الحروق للتقيح والانتفاخ وزيادة درجة الاحمرار.
حيث يوجد عدة طرق لتعامل الأم مع حروق طفلها من الدرجة الأولى، وهي في المنزل دون اللجوء إلى الطبيب، ومنها إعطاء الطفل مسكناً إذا كان الألم شديداً ولا يحتمله الصغير، ثم تسارع لتبريد مكان الحرق بماء الصنبور أو المياه الباردة، ويمكن عمل كمادات مياه باردة ووضعها مباشرة على مكان الحروق، لفترة تصل إلى حوالي ربع ساعة، أو أقل حسب تحسن الحالة.
وبعد التبريد تغطي الأم الحروق بلطف ويفضل الشاش، وتتجنب الشد والضغط على المكان المصاب، ثم يترك لفترة تصل من 4 إلى 7 أيام ليتعافى ويتم الشفاء التام، وهي الفترة التي تحتاجها طبقة الجلد السطحية لتعود لطبيعتها، بعد مرورها بعملية التقشير التي تستغرق يومين.
ويجب الذهاب للطبيب إذا كانت حروق الدرجة الأولى في أماكن ممتدة ومساحات كبيرة، أو أصابت أحد المفاصل الأساسية من الجسم، لأن الألم سوف يكون شديدا للغاية ويمكن أن يؤثر على وعي الطفل.
تحدث حروق الدرجة الثانية عند وصول الحرق لأكثر من طبقة من الجلد، وهو من الإصابات التي تعتبر متوسطة، ولكنه أكثر خطورة من الدرجة الأولى، ومن علاماته ظهور التقرح والبثور والفقاقيع، وتزيد درجة التورم والاحمرار.
وتستغرق فترات الشفاء من حروق الدرجة الثانية وقتاً أطول، نظراً لمدى درجة شدة الحرق والطبقات التي وصل إليها، وتصل مدة الشفاء من 20 إلى 30 يوما في غالبية الحالات، وتزيد قليلا في الأنواع الأكبر.
ويوجد بعض الخطوات الهامة التي يجب على الأم اتباعها في حال تعرض طفلها للحروق من الدرجتين الثانية والثالثة، وهي إبعاد الطفل عن مكان الحرارة فورا كخطوة أولى ضرورية، ثم نزع الملابس المحترقة من على جسم الصغير، وبعد ذلك اتباع عملية التبريد.
ويحذر الخبراء من وضع الشحوم والزبد على مكان الحروق، وذلك لعدم إصابة الجرح بالتلوث والعدوى والجراثيم، كما ينبغي تعقيم مكان الحروق والمحافظة على نظافتها باستمرار.
وتطلب الأم أو الأب الإسعاف مع إبقاء الطفل في وضعه، وعدم الاجتهاد في وضع أي مواد على المنطقة المحروقة، ويمكن ترك الملابس الملتصقة على الجسم في حال صعوبة نزعها، ويفضل إعطاء الطفل مسكن الباراسيتامول، من أجل تقليل حدة الوجع.
تشير دراسة حديثة إلى أنه يجب ألا تتجاهل الأم عملية تبريد موضع الحروق، لأنها تعمل على تقليل حرارة الجلد، ومنع تورم مكان الحروق، وهي من الخطوات الضرورية للغاية في حالة الحروق من الدرجة الأولى، وتساعد في الشفاء بدرجة 80%.
وتنصح الدراسة باستعمال الماء البارد فقط في تبريد موضع الحروق، وعدم استخدام الثلج في هذه العملية، لأنه يفاقم ويزيد من درجة خطورة الحروق، ويحدث أضراراً بالغة للجلد تشبه الحرق.
وكشفت الدراسة أن بعض الأشخاص يقومون باستخدام معجون الأسنان وبياض البيض في وضعه على مكان الحروق، وهذه الأساليب خاطئة ولا يوجد لها أساس علمي، ولكنها من الثقافات المتوارثة والشائعة في بعض المجتمعات.
كما يجب وضع الشاش المعقم في أماكن ومواضع الحروق، وعدم استخدام القطن أو اللاصق، لأنهما يلتصقان بشكل كبير في الجلد المحروق، ويسببان العديد من الألم والمشكلات، ويعيقان عملية التئام طبقات الجلد.
ودور الأم مهم في متابعة موضع الحروق، وتأمين عملية الالتئام الطبيعية، وعند ارتفاع درجة حرارة الصغير، وظهور تورم أو زيادة الألم والاحمرار يجب الرجوع للطبيب المختص، لمعرفة إذا كان هناك نوع من العدوى تسلل إلى الجلد.