السماك الجلدي هو أحد الاضطرابات الجلدية الوراثية، حيث تتراكم خلايا الجلد الميتة لدى المصاب بهذه المورثة على شكل قشور سميكة وجافة على الطبقة السطحية للجلد.
يطلق عليه بعض الأسماء العامية مثل جلد السمكة، أو الجلد السمكي، وهناك عدة أنواع أكثرها شيوعاً ما يسمى بالسماك الشائع، عادة ما يظهر المرض في الطفولة المبكرة بشكل خفيف وقد تتطور الحالة مع التقدم بالعمر.
أسباب السماك الجلدي:
تحدث الإصابة بالسماك عادة بسبب طفرة تصيب الجين فيلاغرين (Filoggrin) المسئؤل عن ترميز الحواجز الطبيعية للبشرة، مما يؤدي إلى قلة فعالية الحاجز الجلدي، عندها لن يستطيع الجلد الاحتفاظ بالرطوبة ودرجة الحموضة، فتُصاب الخلايا الجلدية بالتجفاف المزمن مما يؤدي إلى تصلبها فوق بعضها على شكل طبقات تشبه حراشف الأسماك.
في بعض حالات السماك ينتج الجلد خلايا جلدية جديدة بسرعة أكبر من نسبة تقشر الخلايا الجلدية الميتة وقبل فقدانها، مما يسبب ظهور الجلد الحرشفي، أو ما يسمى جلد السمكة.
هي حالات وراثية وتكون هذه الإصابة أقل وضوحاً عند الأشخاص الذين يمتلكون شفعاً واحداً (نسخة واحدة) من الجين المورث للإصابة.
بينما قد يعاني الأشخاص الذين يمتلكون نسختين من الجين فيلاغرين؛ من أمراض شديدة ومضاعفات متعددة، في بعض الحالات النادرة جداً قد يكتسب شخص ما مرض السماك في فترة لاحقة من العمر، ويحدث ذلك نتيجة للعديد من التداخلات وتشمل :
ضعف وظائف الغدة الدرقية. سرطان الغدد اللمفاوية هودجيكن. فشل بعض الأعضاء الحيوية مثل فشل الكبد والفشل الكلوي. مجموعة من الأدوية التي تستخدم في علاج السرطان. مجموعة الأدوية الحاوية على الكافا. مجموعة الأدوية الحاوية في تركيبها على حمض النيكوتينيك. هيدروكسي بوريا، وهو علاج كيميائي يستخدم في علاج خلايا الدم المنجلية وبعض الأمراض الأخرى. الساركويد وهو داء يصيب الرئة والعقد اللمفاوية ويكون على شكل أورم حبيبية.
شاهد أيضاً: عدوى بكتيرية تدعى الحمرة
أعراض السماك الجلدي:
يسبب السماك وخاصة السماك الشائع جفافاً شديداً للجلد، ينتج عنه سماكات في طبقات الجلد العلوية، وتقشرها وتظهر هذه الأعراض في العديد من المناطق :
المناطق الباسطة للأطراف (المرفقين والركبتين). منطقة الجذع. فروة الرأس. الجبين والخدين في منطقة الوجه.
من أهم الأعراض الأخرى:
حكة الجلد. تظهر القشور على شكل مضلعات أو معينات. تتلون القشور باللون البني أو الرمادي أو الأبيض.
تزداد الأعراض سوءً في الشتاء، بوجود الهواء البارد والجاف، وقد يسبب السماك في ظهور شقوق عميقة ومؤلمة في باطن القدمين أو الراحتين.
مضاعفات مرض السماك الجلدي:
يعتبر الجلد خط الدفاع الأول عن الجسم والجلد الصحي يمنع مرور الميكروبات والجراثيم الممرِضة إلى الجسم، لكن عند إصابة الشخص بالسماك الجلدي وتسببه بالعديد من التشققات وربما الجروح والقروح يفقد الجسم قسمأ من درعه الواقي والطبيعي، مما قد يسبب في:
الإصابة بالالتهابات المختلفة. الإصابة بالجفاف. قد يؤدي إلى انسداد الغدد القرنية، بالتالي التأثير على عمليات التبريد الطبيعي، وارتفاع الحرارة أو الإصابة بالحمى. بطئ نمو الشعر بسبب تقشر فروة الرأس. قد يعاني الأشخاص المصابون بالسماك من مشاكل عاطفية ونفسية بسبب الخلل في مظهرهم الخارجي مما قد يؤدي إلى الاكتئاب وعدم احترام الذات.
قد يعاني بعض الرجال المصابين بالسماك في حالات نادرة من بعض المضاعفات الخطيرة مثل:
سرطان الخصية. الخصية المخفية أو المعلقة. انخفاض عدد الحيوانات المنوية. قد تشمل بعض المضاعفات تلف في قرنية العين أو فقدان البصر. مشاكل صحية في الدماغ أو الجهاز العصبي المركزي.
هذا وقد يصاب مرضى السماك الجلدي بتداخلات مع أمراض جلدية وأمراض متعددة أخرى:
يصاب نسبة 50% من مرضى السماك بأحد أنواع الأكزيما الجلدية. التهابات الأنف. أنواع الحساسية المختلفة.
علاج السماك الجلدي:
ليس هناك حتى الآن علاجاً معروفاً لمرض السماك الجلدي، حيث تشمل الخيارات للعلاج طرق تخفيف الأعراض وذلك عن طريق :
الاستحمام في الماء المالح، أو نقع المناطق الأكثر إصابة بالماء المالح. تقشير البشرة بواسطة حجر الخفان. المساعدة بإزالة الجلد الميت بمساعدة المنتجات التي تحوي على حمض الساليسيك أو حمض الجليكوليك أو اللاكتيك. إذا كان الجفاف شديداً والتقشير مؤلماً جداً قد يصف الطبيب بعض الأدوية مثل ريتونيد الأستيرتين أو الإيزوتريتنون، وذلك لإبطاء إنتاج خلايا الجلد. كما يجب استخدام المرطبات بشكل دائم باستخدام بعض المركبات الكيميائية مثل اليوريا أو البروبيلين غليكول.
نصائح للتقليل من أعراض السماك الجلدي:
يمكن لبعض الإجراءات البسيطة التخفيف من تفاقم أعراض السماك وذلك عن طريق:
تجنب الأجواء الباردة والجافة. إضافة بعض الرطوبة إلى مكان المعيشة أو العمل. أخذ حمامات سريعة أو دوش. التقليل من عدد مرات الاستحمام الأسبوعي. عدم استخدام الصابون والشامبو وغسول الجسم والعطور. استخدام المرطبات الموصى بها من قبل الطبيب بعد الحمام مباشرة. بعد ترطيب البشرة قم بتغطية الجلد لزيادة تشبع الجلد بالمرطبات وحبس الرطوبة داخله، من خلال استخدم غلافاً بلاستيكياً لعدة ساعات. تجنب المناطق المكيفة والأماكن ذات التدفئة المركزية. حاول تجنب البيئات الملوثة التي قد تؤثر على حموضة بشرتك. استخدم واقي شمس يحوي مرطب إضافي. تجنب أشعة الشمس الشديدة ومراكز التسمير الصناعي. تجنب أحواض السباحة وخاصة الحاوية على مادة الكلور في التقييم. تجنب الحمامات الساخنة والحمامات العامة التي قد تحوي على مواد عطرية ومعقمات. الاهتمام بعلاج الإصابات الجلدية الأخرى التي قد تصيب مريض السماك، مثل إصابات الأكزيما والعدوى الجلدية.