يختلف كلّ طفل عن غيره في ما خص التطور الفكري والاستجابة الدماغية للأحداث والتطورات، بالإضافة إلى المهارات المكتسبة ووتيرة تعلّمه للأشياء والاستيعاب والتركيز. لذلك يجب تفهّم قدرات الطفل وعدم تحميله أكثر من طاقته حتى لا يتسبب ذلك بنتائج عكسيّة.
الوظائف المعرفية وعمل الدماغ يتأثر بالحالة النفسية والوضع الذي يعيشه الطفل، ومن أبرز الأسباب النفسية المؤثرة على الاستيعاب والتعلّم والتركيز هي:
– خوض تجربة جديدة:
الطفل كائن حساس يتأثر بكلّ ما يحصل من حوله من تطورات وكل ما يعيشه من تجارب. لذلك فإنّ خوض تجربة جديدة يضعه في حالة من الضغط للتأقلم، مما يجعله بطيء الاستيعاب مقارنةً وعندما يعتاد على الأشخاص والتفاصيل إن كان المكان الجديد مدرسة أو منزل أو تغيير الروتين اليومي.
عندما يكون الطفل مصاباً باضطراب الوسواس القهري، يمكن أن تصبح الأفكار القهرية التي تسيطر عليه متكررة وقوية لدرجة أن تتداخل مع حياته اليومية والتطور الطبيعي لدماغه. هذا الأمر ينعكس سلباً على الوظائف الدماغية عند الطفل ممّا يبطئ من استيعابه للأمور.
– الاكتئاب والتوتر:
إنّ تعرض الطفل لمشاعر الحزن والاكتئاب والعيش في توتر وقلق دائم، نتيجة أوضاع معينة في المنزل أو في المدرسة، يمكن أن يبطئ من استيعابه للأمور مما ينعكس سلباً على تحصيله الدراسي ويجعله يسرح أثناء أداء واجباته المدرسية أو عندما يتكلم إليه أحد.
– سوء المعاملة:
الطفل الذي يخضع لسوء معاملة من قبل أهله يكون أكثر عرضة للإصابة بمشاكل معرفيّة وسلوكيّة، ذلك لأنّ حالته النفسية والعقلية تتأثر سلباً بما يتلقّاه من معاملة، والطاقة السلبية لا يمكن إلا وأن تنعكس بشكلٍ غير سليم.