البلوغ عند الذكور

يعدُّ البلوغ الفترة التي يبدأ فيها جسم الطفل بالتغيّر والتطور ليصبح بالغًا، وينمو الجسم في هذه الفترة بسرعة، وجميع الأفراد يمرّون بهذه المرحلة من التغيرات ويختلف بدء سن البلوغ بين الذكور والإناث، وعندما يبدأ سن البلوغ تقوم الغدة النخامية بإفراز هرمونات خاصة لكل من والذكور الإناث، وتتوزّع هذه الهرمونات في الجسم ليقوم كل منها بوظيفته.

عند الذكور تحفّز هذه الهرمونات الخصيتين وهما عبارة عن غدتين تكونا موجودتين في كيس الصفن وتعملان على صنع الحيوانات المنوية وإنتاج هرمون التستوستيرون الذي يكون مسؤولًا عن معظم التغيّرات التي تحصل في جسم الذكر خلال سنِّ البلوغ.

ومن أول علامات البلوغ التي تظهر عند كلٍ من الذكور هي نمو الشعر الخفيف على الأعضاء التناسلية وحولها وتحت الذراعين، ومع مرور الوقت يصبح هذه الشعر سميك وكثيف، وتتنشط طفرة النمو والتي تستمر لمدة سنتين إلى ثلاث سنوات.

أهم علامات بلوغ الذكور يعدّ البلوغ فترة تحقيق الخصوبة حيث يحدث فيه النضج الجنسي الكامل لدى الجنسين، ووقت بدئه يختلف بين شخص وآخر، وقد يتأثّر توقيت البلوغ بكلٍ من العوامل البيئية والوراثية على حدِّ سواء، ويمكن أن يسهم تركيب الجسم في تنظيم بداية سن البلوغ ومن أهم علامات البلوغ عند الذكور الآتي:

تضخم كيس الصفن والخصيتين في بداية مرحلة البلوغ يتضاعف حجم كيس الصفن والخصيتين، ومع نمو الخصيتين أكثر فإنَّ كيس الصفن يكبر ويتغير لون جلده ليصبح داكنًا وأقل سماكة ويتدلى من الجسم وتظهر عليه نتوءات صغيرة تشكّل بصيلات الشعر، وعند معظم الذكور يحدث تدلي إحدى الخصيتين بنحو أقل من الخصية الأخرى وعادة تكون الخصية اليُسرى وتحدث أيضًا زيادة في حجم القضيب بعد فترةٍ لاحقة من زيادة حجم الخصيتين، حيثُ يأخذ القضيب حجمه النهائي عادةً بعد 4 إلى 6 سنوات من زيادة حجم الخصيتين، وسيكون أسرع نمو في الخصيتين والقضيب في العمر ما بين 12 إلى 16 سنة.

نمو العضو الذكري في فترة البلوغ يحصل معظم نمو القضيب ويعد من أهم علامات البلوغ عند الذكور، ويمكن أن يستمر في النمو في عمر العشرين، وفي فترة البلوغ يختلف معدل نمو القضيب من شخص لآخر، وبينت إحدى الدراسات أنَّ متوسط معدل نمو القضيب عند الذكر في السنة بين سن 11 و 15 يكون أقل من نصف بوصة، وبعدها يستمر بالنمو بمعدل أبطأ وحتى عمر 19 سنة، وفي فترة البلوغ يبدأ إنتاج السائل المنوي ويشيع كذلك في هذه الفترة الانتصاب والقذف، ويكون متوسط طول القضيب وهو غير منتصب بين 3.4 و3.7 بوصة.

تضخم الحويصلات المنوية وغدة البروستاتا من التغيرات الجسدية التي تحدث لجسم الذكر عند دخوله في مرحلة البلوغ هي حدوث تضخّم في الحويصلات المنوية وزيادة حجمها، وزيادة حجم غدة البروستات

تعمل هذه الأجزاء من الجهاز التناسلي بالإضافة إلى زوج آخر من الغدد يطلق عليها اسم غدد كاوبر على إفراز كميات كبيرة من السوائل والإفرازات المهمة التي تعمل على الإتحاد مع الحيوانات المنوية لتكوين السائل المنوي، وفي الوضع الطبيعي تحتوي ملعقة صغيرة من السائل المنوي، على ما يقارب 200 مليون إلى 500 مليون حيوان منوي.

 

نمو شعر العانة يعد نمو شعر العانة من أول علامات البلوغ التي تظهر على الذكور عند بداية هذه المرحلة، ومن أول المناطق التي يظهر فيها الشعر هي منطقة العانة، وهي عبارة عن المنطقة الواقعة بين الفخذين، ويكون شعر العانية في بداية ظهورة ملوّنًا بلون فاتح وخفيف، ومع استمرار مرحلة البلوغ يستمر الشعر في هذه المنطقة بالاغمقاق وبالزيادة بشكل كبير، ويصبح الشعر في منطقة العانة مجعدً وبشكل سميك أكثر، ولذلك ينصح بالعمل على حلاقة الشعر في تلك المنطقة من فترة إلى أخرى للإبقاء هذه المنطقة نظيفة وجافة وتجنب ظهور الروائح السيئة نتيجة كثافة الشعر والتعرق الزائد في هذه المنطقة بالتحديد.

 

نمو الشعر في أماكن مختلفة بالجسم من أول علامات البلوغ عند الذكور هي نمو الشعر في الإبطين ومنطقة العانة أسفل البطن، ويظهر الشعر في البداية فاتح اللون ومبعثرًا في أماكن مختلفة بالجسم، ومع الأيام تزداد سماكة الشعر ويصبح مجعّدًا وأغمق أكثر، ومع التقدّم في مرحلة البلوغ أكثر قد يظهر الشعر على الظهر والساقين والصدر وكذلك على الوجه حيث يظهر أولًا أعلى الشفة العليا من الوجه ثم يظهر الشعر على الذقن وعلى جانبي الوجه. حدوث تغيرات جسدية تحدث في فترة البلوغ العديد من التغيرات في بنية الجسم كازدياد حجم العضلات واتساع الصدر، وقد تزداد القوة الجسدية لدى الذكور في هذه الفترة كما يزيد حجم الخصيتين والقضيب وكلها من علامات البلوغ عند الذكور، فزيادة الوزن ضرورية للنموّ الطبيعي ومن الأفضل ممارسة الرياضة واستهلاك الأطعمة الصحية للمحافظة على وزن صحي ويجب التحدث مع مقدّم الرعاية الصحية عند ملاحظة زيادة كبيرة في وزن الشاب.

كما قد يزداد طول الفرد في السنة بمقدار 4 بوصات أو أكثر نتيجة طفرات النمو ويملك بعض الأفراد طفرة نمو كبيرة، وقد يزداد نمو كل من اليدين والقدمين وطول واتساع الساقين والذراعين.

تغيرات المزاج تترافق فترة البلوغ عند الشخص بالإضافة إلى العلامات السابقة الجسدية مع تقلّبات مزاجية غير مفسّرة وتكون نتيجة التغيرات في هرمونات الجسم وهي من علامات البلوغ عند الذكور، فقد يغضب الشخص وينزعج من الأشخاص حوله بسهولة وهذه الحالة طبيعية وقد ينتابه شعور بالحزن والاكتئاب.

يفضّل في هذه الأوقات التحدث مع صديق أو قريب أو مع مقدمي الرعاية الصحية من أجل تقديم المساعدة الطبية، ففي هذه الفترة قد لا يستطيع الشخص النوم بشكلٍ كافٍ أو الأكل كما ينبغي، فمن الضروري أن ينام الشخص في هذه المرحلة حوالي 9 ساعات أو أكثر من الليل، واستهلاك أغذية صحية من خضراوات وفواكه وحبوب ولحوم، فقد يكون للطعام الصحي دور في تعزيز الطاقة والشعور بالرضا أيضًا.

زيادة التعرق من علامات البلوغ عند الذكور هي تغير رائحة الجسم نتيجة التغيرات الحاصلة في الهرمونات، ففي هذه الفترة يزداد نمو الغدد الجلدية ويصبح الفرد أكثر تعرّقًا من مرحلة قبل البلوغ، ولمنع ظهور هذه الروائح غير المرغوب فيها أو التخلّص منها يجب الاستحمام بشكلٍ يومي وتبديل الثياب ذات الرائحة الكريهة، ويمكن استخدام مزيلات التعرّق للإبطين يوميًا فقد تساعد في التخلّص من رائحة العرق الكريهة.

ظهور حب الشباب من التغيرات التي قد تطرأ على الجلد والوجه بشكلٍ كبير ظهور حب الشباب والذي يصيب جميع المراهقين والكثير من الشباب، كما يمكن أن يتوزّع حب الشباب على الرقبة والصدر والظهر.

من الأفضل اللجوء إلى الطبيب لمعرفة كيفية التحكّم به، ومن الضروري الاهتمام بالبشرة والحفاظ على نظافتها لتجنّب تراكم الأوساخ والزيوت التي تزيد من فرصة انتشار حب الشباب، فمن الممكن استخدام صابون خفيف خالٍ من العطر لغسل الوجه بشكلٍ يومي، ويجب تجنّب الفرك الشديد للجلد لأنه قد يهيّج البشرة ويزيد الحالة سوءًا.

تغير الصوت يعود الدور الأساسي في إصدار الصوت للحنجرة والحبال الصوتية، وقبل فترة البلوغ يكون حجم الحنجرة صغير وكذلك الحبال الصوتية تكون رفيعة وصغيرة، وفي فترة البلوغ يزداد سمك الحبال الصوتية وطولها كما يزداد حجم الحنجرة ويصبح أكبر فيتغيّر الصوت ويصبح أعمق وأحيانًا أكثر خشونة، كما تنمو عظام الوجه وتجاويف الجزء الخلفي من الحلق والأنف والجيوب الأنفية فتزداد المساحة المتاحة لرنين الصوت، وقد يستمر هذا التغيّر لبضع أشهر.

تضخم الثديين حسب احصائيات أجرتها معاهد الصحة الوطنية فإن حوالي 60 % من الذكور يحدث لديهم تثدي، ويحصل التثدي عند الذكور بشكلٍ عام نتيجة ارتفاع مستوى هرمون الإستروجين في الجسم فوق الحد الطبيعي في فترة البلوغ، ويشيع بشكلٍ طبيعي في عمر العشرين عند الرجال تسطح محيط الصدر، وقد يترافق التثدي عند الذكور مع إفرازات من الثدي وعند انتهاء فترة البلوغ يزول التثدي والإفرازات

كل أربعة أولاد ثلاثة منهم سينمو الثدي لديهم وذلك بسبب تحوّل بعض من هرمون التستوستيرون نتيجة تفاعل كيميائي حيوي إلى هرمون الإستروجين، ويمكن أن تتوضّع أنسجة دهنية زائدة عند بعض الأولاد الذين لديهم زيادة في الوزن محدثة تثدي زائف، ويزول التثدّي عادةً خلال سنة إلى سنتين، وقد يكون التثدّي بسبب حالات طبية معيّنة كاضطرابات الغدة الكظرية أو أثر جانبي لتناول بعض الأدوية.

 

الخصوبة في فترة البلوغ تكثر مرات انتصاب القضيب الذي ينتصب نتيجة التدفق السريع للدم في القضيب، ويحدث بدون سبب أو نتيجة الأفكار الجنسية عند الشخص، ومن الطبيعي أيضًا في هذه الفترة حدوث انتصاب عند الاستيقاظ، ويمكن أن يحدث انتصاب وقذف أي خروج السائل المنوي من القضيب أثناءالنوم في الليل والذي يسمّى بالاحتلام وهو أمرٌ طبيعيّ لا يمكن التحكّم به ويمكن أن يقل الاحتلام في الأيام اللاحقة من سن البلوغ

 

وعند القذف الأول يصبح بإمكان الأولاد الإنجاب، فتنتج الحيوانات المنوية بواسطة الخصيتين كما تنتجان هرمون التستوستيرون وتنتج الحويصلات المنوية وغدد كوبر والبروستات سوائل تمتزج مع الحيوانات المنوية مشكّلة السائل المنوي، وتضم كل عملية قذف والتي يكون فيها حجم السائل المنوي بمقدار ملعقة صغيرة بين 200 مليون و500 مليون حيوان منوي.

 

 

هل يختلف سن البلوغ من بيئة لبيئة؟ هنالك العديد العوامل والأسباب التي يمكن أن تسبّب اختلافات في عمر البلوغ من بيئة إلى أخرى، فيمكن في بعض الأحيان أن يحدث تأخر في البلوغ عند بعض الأشخاص ويمكن في الجهة المقابلة أن يحدث بلوغ مبكر عند أشخاص أخرين، ومن أسباب هذه الإختلافات هي وجود بعض العوامل الوراثية أو بعض الأمراض أو أسباب بيئية وقد يختلف سن البلوغ كالآتي:

 

البلوغ المبكر تسمَّى مرحلة البلوغ عند الذكور بالبلوغ المبكر عندما تبدأ لديهم في عمر التسع سنوات تقريبًا، فعادةً تبدأ مرحلة البلوغ في الظهور ما بين سن 11 و 12 سنة، ويعتبر حدوث البلوغ بسرعة عند الذكور مصدر للقلق، وغالبًا ما يكون البلوغ المبكّر عند الأولاد نتيجة بعض العوامل والمؤثرات البيئية أو بسبب وجود مرض كامن مثل أورام الغدة الكظرية والكبد والخصية والمخ، بعض تشوّهات الدماغ الهيكلية، الاضطرابات الوراثية مثل تسمّم الخصية وتضخّم الغدة الكظرية، قصور الغدة الدرقية، والتعرّض لهرمونات أو مواد في البيئة تشبه الهرمونات، وتتم الدراسات حاليًا على بعض المواد الكيميائية البيئية والتي من المحتمل أن تكون السبب في حدوث البلوغ المبكر، ويعتمد علاج البلوغ المبكر على معالجة السبب الكامن وراء حدوثه.

يبدأ البلوغ المبكر في عمر التسع سنوات تقريبًا.

 

البلوغ المتأخر

وجدت بعض الدراسات أن ما نسبته 95% من الذكور يدخلون في فترة البلوغ في عمر يتراوح بين 9 و 14 عام، ويعدّ البلوغ الذي لا يبدأ في عمر 14 سنة بلوغًا متأخرًا، وثلثي الحالات من تأخر البلوغ تكون مورّثة من الوالدين كليهما معًا أو من أحدهما، فقد يكون سن البلوغ قد حدثَ متأخرًا عند الأب إذا استمر في نموه بعد انتهاء دراسته الثانوية أو أنه بدأ طفرة نموه بعد عمر 16 سنة، وربما كانت الأم قد تأخرت في دخول سن البلوغ إذا بدأت لديها الدورة الشهرية بعد عمر 14 سنة، وقد تتسبب العديد من الأمراض في تأخر دخول مرحلة البلوغ مثلا تليّف الكيسي أو أمراض الأمعاء الالتهابية.

 

شاهد أيضاً

هذا أفضل وقت للتخلص من الكرش بالرياضة للنساء والرجال

شام تايمز – متابعة التمرين الصباحي يقلل من الكرش لدى النساء توصلت دراسة أميركية حديثة إلى أن …

اترك تعليقاً