أطفال “الشعلة” إدمان يُهدّد المجتمع.. هل تنجح مبادرات المكافحة؟

انتشرت “الشعلة” كإحدى أبرز مسببات الإدمان في أوساط الأطفال المشرّدين، أو الذين لا يحصلون على رعاية كافية من أهاليهم، وخرج هذا السلوك الخطير من قائمة الظواهر غريبة الوجود، وبات يمرّ أمام أعين المواطنين في الآونة الأخيرة كطفل يلعب الكرات بفعل تراكم الأزمات والفتور العاطفي، في حين سارع العديد من المعنيين والمهتمين في معالجة عقلانية لهذه الحالات.

“معاً لطفولة خالية من الإدمان” شعار نشره فريق “سيّار” على فيسبوك، انطلاقاً من الحملة التي تهتم بالأطفال المشرّدين والمدمنين على استنشاق مادة “الشعلة”، وورد في المنشور “ملاذهم الأخير بين أشجار الحدائق أو بالأماكن المظلمة على أطراف الطرقات.. روائح تخدّر أجسادهم الصغيرة النحيلة المتعبة.. هروب من الواقع، وبديل للسعادة المفقودة”.

المسؤول الإعلامي في فريق “سيّار ” “أحمد القش” أكد لـ “شام تايمز” أن الفريق يعمل مع الأطفال المتسولين والمشرّدين وفاقدي الرعاية الأسرية، مشيراً إلى أن الحملة تخص الإدمان على مادة “الشعلة” بسبب خطورة القضية، وانتشارها بين الأطفال بشكل كبير.

وأوضح “القش” أن الفريق أطلق شعار الحملة بعد زيادة حالات إدمان الشعلة عند الأطفال، كاشفاً عن آخر حالة وردت وهي حاجة طفل إلى الأوكسجين بسبب تعاطيه لهذه المادة، علماً أنه كان متجاهَل من المارّة برغم ارتفاع صوته من شدّة الألم، قائلاً: “حاولنا مساعدته وتواصلنا مع الهلال الأحمر العربي السوري لنقله للمشفى ويتلقّى الآن العلاج المناسب”.

وعن آلية عمل الحملة، أضاف “القش”: “هدفنا التوعية بمعاملة الطفل المدمن في حال مصادفته في الشارع، إضافة لنشر فيديوهات توضيحية شاملة عن هذه القضية، ثم التواصل مع وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل للمساهمة بتحقيق الهدف الرئيسي، وهو قرار منع بيع المواد اللاصقة والطيّارة للأطفال دون سن 18.

ووردت 20 حالة تسول من الأطفال والنساء بينهم أربع فتيات وولدين يدمنون شم الشعلة في منطقة الكسوة في ريف دمشق العام الماضي، علماً أن هذه الحالات تنشط خلال فترات البرد، بحسب ما نقل فريق حالات التشرد والتسول في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل.

وتداولت بعض الوسائل الإعلامية سابقاً عن أحد الأطفال الذين تمت معالجتهم من إدمان مادة “الشعلة” عن تعاطيه طرد كامل من المادة، أي ما يعادل 24 عصارة في يوم واحد، مضيفاً: “من السهل الحصول على المادة من خلال أصدقائي وشرائها بسعر مقبول”، علماً أن سعر العصّارة الواحدة بلغ عام 2019 300 ليرة، في حين وصل سعرها عام  2021 إلى 3000 ليرة سورية تقريباً.

وظهرت حالات تعاطٍ للمخدرات في بعض مدارس ريف دمشق وبعض الجامعات العام الماضي، علماً أنه تم التعامل معها والوصول للمورد الأساسي، فيما عملت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل العديد من المشاريع بهدف التوعية منها مشروع “حمايتي”.

وتعمل وزارة الصحة على متابعة الحالات التي تحتاج “لعلاج بروتوكولي”، فإن الطفل المدمن على مادة الشعلة يمكن أن يتعرّض لتخريب في دماغه أو أمراض صدرية أو التهاب بالرئة والجلد وغيرها نتيجة شم كميات كبيرة، إضافة إلى احتمالية وقوع حالات وفاة مفاجئة لاستنشاق كمية كبيرة من الشعلة، بحسب تقارير صحية سابقة.

وعالجت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل أكثر من 60 حالة من الأطفال الذين يدمنون على مادة “الشعلة” منذ بداية عام 2016 وحتى الآن، ولكن يبدو أن بعض الأطفال يعودون إلى مكانهم بعد تلقي العلاج، والبعض الآخر يدخل سوق “الشعلة” عن جديد.

يذكر أن “الشعلة” عبارة عن مادة لاصقة تستخدم في العديد من الأعمال، وشاع استخدامها مؤخراً كمادة مخدرة بين الأطفال.

شاهد أيضاً

هذا أفضل وقت للتخلص من الكرش بالرياضة للنساء والرجال

شام تايمز – متابعة التمرين الصباحي يقلل من الكرش لدى النساء توصلت دراسة أميركية حديثة إلى أن …

اترك تعليقاً