بدأت بيتي لووي تجذب أنظار الصحف عندما بلغت من العمر 96 عاما، إذ ظلت هذه المرأة المسنة تؤدي عملا تطوعيا في مقهى تابع لمستشفى سالفورد الملكي بمانشستر، رغم أنها تجاوزت سن التقاعد منذ سنوات طويلة، فكانت تقدم القهوة وتغسل الصحون وتتحدث إلى المرضى.
وتصدرت بعملها التطوعي عناوين الصحف عندما بلغت 104 أعوام. وظلت تواظب على العمل في المقهى مرة أسبوعيا حين بلغت 106 أعوام، رغم ضعف بصرها.
وذكرت لووي للمراسلين في إحدى الحوارات الصحفية أنها اختارت أن تواصل العمل في المقهى بعد أن بلغت سنا يقرر عندها معظم الناس التوقف عن مزاولة العمل، وذلك لأنها تعتقد أن التطوع كان سببا في تمتعها بصحة جيدة. ولعلها كانت محقة في ذلك.
فقد أثبتت الدراسات العلمية أن السلوكيات الإيثارية، مثل التطوع الرسمي وجمع التبرعات المالية وحتى أعمال الخير والإحسان إلى الآخرين في الحياة اليومية، تحسن الصحة وتزيد الرضا عن الذات وتطيل العمر.
وربطت دراسات بين الأعمال التطوعية وبين تراجع مخاطر الموت المبكر بنسبة 24 في المئة. وهذا يعادل تأثير تناول ست حصص على الأقل من الفواكه والخضروات يوميا. وأشارت دراسة إلى أن المتطوعين أقل عرضة لارتفاع مستوى الغلوكوز في الدم، وأقل عرضة لمخاطر الإصابة بأمراض القلب، قياسا بمؤشرات الالتهابات في الجسم. ويقضي المتطوعون أياما أقل في المستشفيات بنسبة 38 في المئة مقارنة بأقرانهم الذين لا يشاركون في أعمال الخير.