توصل باحثون أمريكيون إلى أن الصيام المتقطع يمكن أن يقلل من ارتفاع ضغط الدم عن طريق إعادة تشكيل ميكروبات الأمعاء، وهي نتائج يتم التوصل لها لأول مرة.
حيث أن الدراسة التي أجريت كانت تهدف للتوصل لفهم أفضل لأسباب ارتفاع ضغط الدم، ولا سيما الأدلة الناشئة التي تشير إلى أن اختلال ميكروبيوتا الأمعاء يمكن أن يكون له آثار سلبية على ضغط الدم.
وتوصلت الدراسة إلى أن بكتيريا القناة الهضمية لها دور كبير في ارتفاع ضغط الدم، وهو ما أدى إلى الدراسة الحالية التي اقترحنا فيها الإجابة على سؤالين، أولهما: هل يمكننا التلاعب بالميكروبات إما لمنع ارتفاع ضغط الدم أو خفضه؟، أما السؤال الثاني فكان: كيف تؤثر ميكروبات الأمعاء على ضغط دم؟.
وللإجابة على السؤال الأول، اعتمد الباحثون على بحث سابق وجد أن الصيام المتقطع كان أحد المحركات الرئيسية لتكوين ميكروبات الأمعاء، ومحفزاً للتأثيرات المفيدة على أوعية القلب، ومع ذلك، لم تقدم هذه الدراسات أدلة تربط بين ميكروبات الأمعاء وضغط الدم.
وأنشأ الباحثون في الدراسة مجموعتين، الأولى لفئران تتغذى يوماً بعد يوم تضم فئران عادية وأخرى في التحكم (يتم تعريضها لارتفاع ضغط الدم تلقائياً)، ومجموعة أخرى تتغذى بشكل غير مقيد، والتي تضم أيضاً فئران عادية وأخرى في التحكم.
وبعد 9 أسابيع من بدء التجربة، لاحظ الباحثون، كما هو متوقع، أن الفئران في التحكم كان لديها ضغط دم أعلى مقارنة بالفئران العادية، كما انخفض ضغط الدم لدى المجموعة التي صامت يوماً بعد يوم بشكل كبير بالمقارنة مع تلك التي لم تصوم.
وأراد الفريق التوصل لما إذا كانت الكائنات الحية الدقيقة لها دور في خفض ضغط الدم الذي تمت ملاحظته في الفئران التي صامت أم لا.
ومن أجل معرفة ذلك زرع الباحثون الكائنات الحية الدقيقة الخاصة بالفئران التي صامت وتلك التي تغذت دون قيود في فئران ليس لديها ميكروبات في أمعائها.
فقد بين الباحثون أن الفئران الخالية من الجراثيم التي تلقت ميكروبات أمعاء الفئران الصائمة انخفض لديها ضغط الدم بشكل كبير مقارنة بالفئران التي تلقت ميكروبات الفئران التي تغذت دون قيود.
وأظهرت الدراسة لأول مرة أن الصيام المتقطع يمكن أن يكون مفيداً في الحد من ارتفاع ضغط الدم من خلال إعادة تشكيل تركيبة ميكروبيوتا الأمعاء.